كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

ظاهرها، ويحتمل أن المراد صحتها، قال: ورؤيا السوء تحتمل الوجهين أيضاً، سوء الظاهر، وسوء التأويل!

قال القسطلاني: وذكر النوم بعد الرؤيا المخصوصة به لزيادة الإيضاح والبيان، أو لدفع وهم من يتوهم أن الرؤيا تطلق على رؤية العين، فهو صفة موضحة؛ أو لأن غيرها يسمى حُلماً، أو تخصيص دون السيئة والكاذبة المسماة بأضغاث الأحلام، وأهل المعاني يسمونها صفة فارقة (¬1)!
الثانية (¬2): ما كان يلقيه المَلَك في روعه وقلبه، من غير أن يراه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِن روح القدس نفث في رُوعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب .. " الحديث صحيح بشواهده (¬3)!
¬__________
(¬1) إرشاد الساري: 1: 61.
(¬2) زاد المعاد: 1: 78 وما بعدها.
(¬3) في فقه السيرة: 91 قال الألباني: حديث صحيح جاء من طرق: الأول عن ابن مسعود، أخرجه الحاكم: 2: 4، والثاني عن أبي أمامة، أخرجه الطبراني في الكبير، وأبو نعيم: الحلية: 10: 27، والثالث عن حذيفة، أخرجه البزار، كما في الترغيب: 3: 7، والهيثمي: مجمع الزوائد: 4: 71، قال: وفيه قدامة بن زائدة بن قدامة .. وبقية رجاله ثقات، قلت: وفي البحر الزخار: مسند البزار: 7: 314 - 315 (2914) وفيه قدامة قال: حدثني أبي عن عاصم، عن زر، عن حذيفة، وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن حذيفة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، قال محققه: أورده الهيثمي في كشف الأستار: 2: 81 - 82 (1253)، وابن حجر في مختصر زوائد البزار: 1: 506 (874)، وقال الأرنؤوط في: زاد المعاد: 1: 79 بعد أن أشار إلى بعض ما سبق من الشواهد، وآخر من حديث جابر عند ابن ماجه (2144)، وابن حبان (1084، 1085)، وقال: فيصح الحديث بها، وانظر: شرح السنة للبغوي: 13: 325، وفتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبد البر: 1: 67 - 68، وقال ابن حجر: أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة، وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود: فتح الباري: 1: 20.

الصفحة 580