كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

ويروي الحاكم بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إِذا أوحي إِليه، وهو على ناقته، وضعت جرانها، فلم تستطع أن تتحرك، وتلت قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)} (المزمل)!
وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي (¬1)!
ويروي البخاري وغيره من حديث زيد بن ثابت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أملى عليه (¬2): {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (النساء: 95)! فجاءه ابن أم مكتوم، وهو يُمليها عليّ. قال: يا رسول الله! والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت -وكان أعمى- فأنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وفخذه على فخذي، فثقُلت علي، حتى خفتُ أن تُرضّ فخذي، ثم سُرِّي عنه، فأنزل الله: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}!

الخامسة: أنه يرى الملك في صورته التي خلق عليها، فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه، وهذا وقع له مرتين!
¬__________
= 15 - القرآن (7)، وأحمد: 6: 158، 256 - 257، وابن سعد: 1: 198، والنسائي: 2: 146 - 147، وفي التفسير من "الكبرى" كما في "التحفة": 12: 194، وابن حبان: الإحسان (38)، والبغوي (3737)، والبيهقي: الأسماء والصفات: 204، والدلائل: 7: 52 - 53، وأبو نعيم: الدلائل: 1: 279، والحميدي (256)، وانظر: فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبد البر: 1: 60.
(¬1) المستدرك: 2: 505، وانظر: أحمد: 6: 118، 455، والجران: باطن العنق: النهاية (جرن).
(¬2) البخاري: 65 - التفسير (4592)، وأبو داود (2507)، والترمذي (3033)، والنسائي: 6: 9 - 10، وأحمد: 5: 84، وسعيد بن منصور (2314)، والبيهقي: 9: 23 - 24، وابن الجارود (1034)، والطبراني (4814 - 4816)، والبغوي (3739).

الصفحة 582