كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

ثم كان المجيء الثاني في شهر ربيع الأول بالإنذار، وأنزلت عليه:
{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2)} (المدثر)!
فيحمل قول ابن إسحاق "على رأس الأربعين" أي عند المجيء بالرسالة!
وأخرج أحمد بسند حسن عن واثلة بن الأسقع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنزلت صحف إِبراهيم -عليه السلام- في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإِنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان" (¬1)!

قال ابن حجر (¬2): وهذا كله مطابق لقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (البقرة: 185)!
10 - جاءه الحق:
قال ابن حجر (¬3): أي الأمر الحق، وفي التفسير (¬4): حتى فَجِئه -بكسر الجيم- وتفتح كما في الدِّيباج (¬5)، أي بغتة .. وسمي حقاً؛ لأنه وحي من الله تعالى.
قال الكرماني (¬6): أي جبريل عليه السلام، فإن قلت: مجيء الملك ليس
¬__________
(¬1) أحمد: 4: 107، والفتح الرباني: 18: 46 وسنده حسن، وانظر: فتح الباري: 9: 5.
(¬2) فتح الباري: 9: 5.
(¬3) المرجع السابق: 1: 23.
(¬4) البخاري: 65 - التفسير (4953).
(¬5) انظر: شرح الزرقاني: 1: 211.
(¬6) الكواكب الدراري: 1: 33.

الصفحة 595