كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

وقوعه بين علمين؛ لأن العم ليس علماً، ثم الحكم بكونه بدلاً غير لازم؛ لجواز أن يكون صفة أو بياناً له (¬1)!

23 - الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانيّة:
وفي رواية للشيخين: وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإِنجيل بالعربيّة ما شاء الله أن يكتب (¬2)!

وقد رجح الزركشي رواية الشيخين لاتفاقهما (¬3)، وجمع النووي فقال: وكلاهما صحيح: وحاصلهما أنه تمكن من معرفة دين النصارى، بحيث إنه صار يتصرف في الإنجيل فيكتب أي موضع شاء منه، بالعبرانية إن شاء، وبالعربيّة إن شاء (¬4)!
ونقله ابن حجر وقال: قال الداودي: كتب من الإنجيل الذي هو بالعبرانية هذا الكتاب الذي هو بالعربي (¬5)!
وقال: لأن ورقة تعلم اللسان العبراني، والكتابة العبرانيّة، فكان يكتب الكتاب العبراني، كما يكتب الكتاب العربي، لتمكنه من الكتابين واللسانين (¬6)!
¬__________
(¬1) الكواكب الدراري: 1: 37 - 38، وانظر: فتح الباري: 1: 25، وإرشاد الساري: 1: 65.
(¬2) البخاري: 65 - التفسير (4953)، ومسلم (160).
(¬3) شرح الزرقاني: 1: 214.
(¬4) مسلم بشرح النووي: 2: 203.
(¬5) فتح الباري: 8: 720 ط الرياض.
(¬6) المرجع السابق: 1: 25.

الصفحة 605