كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

حماد، قال أخبرنا عمار بن أبي عمار، قال حسن: عن عمار، قال حماد: وأظنه عن ابن عباس، ولم يشك فيه حسن، قال: قال ابن عباس: (قاله عبد الله بن أحمد): قال أبي: وحدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عمار بن أبي عمار، مرسل، ليس فيه (ابن عباس)، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لخديجة: فذكر عفان الحديث، وقال أبو كامل وحسن في حديثهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لخديجة: "إِني أرى ضوءاً، وأسمع صوتاً، وإِني أخشى أن يكون بي جنن، قالت: لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا ابن عبد الله! ثم أتت ورقة ابن نوفل، فذكرت ذلك له، فقال: إِن يك صادقاً فإِن هذا ناموس موسى، فإِن بعث وأنا حيّ فسأعززه وأنصره وأومن به"!
رواه الطبراني بنحوه، وزاد (وأعينه)، وابن سعد، قال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح (¬1)!
وروى ابن سعد قال: أخبرنا عفان بن مسلم، أخبرنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا خديجة، إِني أرى ضوءاً، وأسمع صوتاً، لقد خشيت أن أكون كاهناً" فقالت: إِن الله لا يفعل بك ذلك يا ابن عبد الله، إِنك تصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتصل الرحم) (¬2)!
هذان الحديثان صريحان في أن الخشية التي شعر بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخبر بها خديجة -رضي الله عنها- كانت عند رؤية التباشير والإرهاصات، قبل أن
¬__________
(¬1) أحمد (2846)، والفتح الرباني: 20: 257، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح، والطبراني في الكبير: 23: 15 - 16 (26)، والطبقات الكبرى: 1: 195، ومجمع الزوائد: 8: 255.
(¬2) الطبقات الكبرى: 1: 195.

الصفحة 622