كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

-كما أسلفنا- قال: لكن حمله الإسماعيلي على أن ذلك حصل له قبل حصول العلم الضروري له أن الذي جاءه ملك، وأنه من عند الله تعالى!

وحسبنا في بيان مكانة الإسماعيلي، أنه -كما قال الذهبي: الإِمام الحافظ الحجة الفقيه، شيخ الإِسلام، أبو بكر، أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل ابن العباس، الجرجاني، الإسماعيلي، الشافعي، صاحب (الصحيح)، وشيخ الشافعيّة!
وقال: من جلالة الإسماعيلي أن عرف قدر (صحيح البخاري) وتقيد به!
وقال الحاكم: كان الإسماعيلي واحد عصره، وشيخ المحدّثين والفقهاء، وأجلهم في الرئاسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين العلماء من الفريقين وعقلائهم في أبي بكر (¬1)!
وقال ابن كثير: الحافظ الكبير -الرحال الجوال، سمع الكثير، وحدّث، وخرّج، وصنف فأجاد، وأحسن الانتقاد والاعتقاد (¬2)!
وذكره السخاوي فيمن حمل لواء علم الحديث في جرجان (¬3)، وقال: الحافظ الفقيه الإِمام النظار (¬4)!
ومع ذلك أقول: كان على الحافظ ابن حجر أن يقف عند تأييده لقول أبي
¬__________
(¬1) سير أعلام النبلاء: 16: 292 - 296 (208)، وتذكرة الحفاظ: 3: 948 - 949، والأنساب: السمعاني: 1: 250، والوافي: الصفدي: 6: 13، والمعجم في آسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي: 1: 156.
(¬2) البداية: 11: 298.
(¬3) انظر: الإعلان بالتوبيخ: 141.
(¬4) انظر: فتح المغيث: 1: 30.

الصفحة 631