كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

40 - قول القاضي عياض:
وفي معنى الخشية قال القاضي عياض (¬1): ليس معناه الشك في أن ما أتاه من الله تعالى؛ لكنه كأنه خشي أن لا يقوى على مقاومة هذا الأمر، ولا يطيق حمل أعباء الوحي، فتزهق نفسه لشدة ما لقيه أولاً عند لقاء الملك، قال: أو يكون هذا أول ما رأى التباشير في النوم واليقظة، وسماع الصوت قبل لقاء الملك، وتحققه رسالة ربه تعالى، فيكون خاف أن يكون من الشيطان، فأما بعد أن جاءه الملك برسالة ربه -سبحانه وتعالى- فلا يجوز الشك عليه، ولا يخشى تسلط الشيطان!

41 - قول النووي:
وقال النووي بعد أن ذكر قول القاضي عياض (¬2): وهذا الاحتمال الثاني ضعيف؛ لأنه خلاف تصريح الحديث؛ لأن هذا كان بعد غط الملك، وإتيانه بقوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} (العلق)!
قلت: وهو الراجح (¬3)!
¬__________
(¬1) شروح البخاري: 52 دار الكتب العلميّة، بيروت.
(¬2) مسلم بشرح النووي: 2: 200.
(¬3) انظر: محمد رسول الله: 1: 382 ففيه القول بأن تضعيف النووي هو الضعيف المردود، وأن قول القاضي عياض هو القول الحق!

الصفحة 636