كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

42 - رد بلاغ التردي من رؤوس شواهق الجبال:
بلاغ التردي:
جاء في رواية للبخاري وغيره في حديث بدء الوحي: (.. وفتر الوحي فترة، حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيما بلغنا، حزناً غدا منه مراراً، كي يتردّى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل، لكي يلقي منه نفسه، تبدّى له جبريل فقال: يا محمد، إِنك رسول الله حقاً، فيسكن لذلك جأشه، وتقرّ نفسه، فيرجع، فإِذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإِذا أوفى بذروة جبل تبدّى له جبريل، فقال له مثل ذلك) (¬1)!

43 - البلاغ في الميزان:
قال ابن حجر (¬2): قوله (وفتر الوحي فترة، حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا)، هذا وما بعده من زيادة معمر على رواية عقيل ويونس، وصنيع المؤلف -أي البخاري- يوهم أنه داخل في رواية عقيل، وقد جرى على ذلك الحميدي في جمعه، فساق الحديث إلى قوله (وفتر الوحي)، ثم قال: انتهى حديث عقيل المفرد عن ابن شهاب إلى حيث ذكرنا، وزاد عنه البخاري في حديثه المقترن بمعمر عن الزهري، فقال: (وفتر الوحي فترة حتى حزن ..) فساقه إلى آخره!
¬__________
(¬1) البخاري: 91 - التعبير (6982)، وأحمد: 6: 232 - 233، والفتح الرباني: 20: 207 - 209، وأبو نعيم: الدلائل: 1: 275 - 277، والبيهقي: الدلائل: 2: 135 - 136، وعبد الرزاق (9719)، وابن حبان: الإحسان (33)، وانظر: الطبقات الكبرى: 1: 196، وسبل الهدى والرشاد: 1: 271.
(¬2) فتح الباري: 12: 359.

الصفحة 637