كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

وقال الألباني (¬1): إن لهذه الزيادة علتين:
الأولى: تفرد معمر بها دون يونس وعقيل، فهي شاذة!
والأخرى: أنها مرسلة معضلة، فإن القائل (فيما بلغنا) إنما هو الزهري، كما هو ظاهر من السياق، وبذلك جزم الحافظ في الفتح، وقال: وهو من بلاغات الزهري وليس موصولاً!
وقال: وهذه الزيادة لم تأت من طريق موصولة يحتج بها!
وإذا عرفت عدم ثبوت هذه الزيادة فلنا الحق أن نقول: إنها زيادة منكرة، من حيث المعنى؛ لأنه لا يليق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - المعصوم أن يحاول قتل نفسه بالتردي من الجبل مهما كان الدافع على ذلك، وهو القائل: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم، يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً .. " الحديث، رواه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه (¬2)!

44 - رد قول الحافظ الإسماعيلي:
ومع ذلك، قال ابن حجر: قال الإسماعيلي (¬3): موه بعض الطاعنين على المحدّثين فقال: كيف يجوز للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرتاب في نبوته، حتى يرجع إلى ورقة، ويشكو لخديجة ما يخشاه، وحتى يوفي بذروة جبل ليلقي منها نفسه، على ما جاء في رواية معمر؟!
¬__________
(¬1) دفاع عن الحديث النبوي والسيرة: 41 - 42.
(¬2) البخاري: 76 - الطب (5778)، ومسلم (109)، وأبو داود (3872)، وصحيح أبي داود (3280)، والترمذي (2044، 2045)، وصحيح الترمذي (1665 - 2132)، والنسائي: 4: 66، 67، وصحيح النسائي (1856).
(¬3) فتح الباري: 12: 360 - 361.

الصفحة 641