كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

فهو رسول الله إليكم، ودوره معكم أن يبيّن لكم ويوضح ويكشف، ما تواطأتم على إخفائه من حقائق كتاب الله الذي معكم .. سواء في ذلك اليهود والنصارى .. وسبق أن ذكرنا طرفا من ذلك!
وقد أخفى النصارى الأساس الأوّل للدين (التوحيد)!
وأخفى اليهود كثيرًا من أحكام الشريعة، كرجم الزاني، وتحريم الربا كافة!
كما أخفوا جميعًا خبر بعثة محمَّد خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم -!
ويبيّن -أيضًا- طبيعة ما جاء به هذا الرسول، ووظيفته في الحياة البشريّة، وما قدّر الله من أثره في حياة الناس!
{قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15)}!
وليس أدق ولا أصدق ولا أدل على طبيعة هذا الكتاب (الْقرآن) وطبيعة هذا المنهج (الإِسلاَمِ) من أنه (نُورٌ)!
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175)} (النساء)!
وهنا نبصر نورًا تتجلّى تحت أشعته الكاشفة حقائق الأشياء واضحة (¬1)، ويبدو مفرق الطريق بين الحق والباطل محدّدًا مرسومًا .. في داخل النفس وفي واقع الحياة سواء .. حيث تجد النفس من هذا النور ما ينير جوانبها .. فترى كل
¬__________
(¬1) المرجع السابق: 822 بتصرف.

الصفحة 728