كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

خطوةً .. وهي عبارة يجد مدلولها في نفسه من يؤمن بالله على بصيرة، فيعتصم به على ثقة .. حيث يحسّ في كل لحظة أنه يهتدي، وتتضح أمامه الطريق، ويقترب فعلًا من الله كأنما هو يخطو إليه في طريق مستقيم!
إنه مدلول يذاق .. ولا يعرف حتى يذاق!
ويبصر المؤمن حقيقة النور في قلبه وفي كيانه وفي حياته وفي رؤيته للأشياء والأحداث والأشخاص .. ويجدها بمجرد أن يجد حقيقة الإيمان في قلبه!
ويبصر نوراً تشرق به كينونته فتشف وتخف وترف، ويشرق كل شيء أمامه، فيتضح ويتكشف ويستقيم!
ثقلة الظن في كيانه، وظلمة التراب، وكثافة اللحم والدم، وعرامة الشهوة والنزوة .. كل أولئك يشرق ويضيء ويتجلّى .. تخف الثقلة، وتشرق الظلمة، وترق الكثافة، وترف العرامة!
واللبس والغبش في الرؤية، والتأرجح والتردّد في الخطوة، والحيرة والشرود في الاتجاه والطريق البهيم الذي لا معالم فيه!
كل أولئك يشرق ويضيء!
يتجلّى الهدف، ويستقيم الطريق إليه، وتستقيم النفس على الطريق!
{نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15)}!
وصفان لما جاء به محمَّد - صلى الله عليه وسلم -!
{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ}!
سلام الفرد!، وسلام الجماعة!، وسلام العالم!، وسلام الضمير!
،

الصفحة 730