كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}!
قال: لم يكن له شبيهٌ ولا عِدْل، وليس كمثله شىِء (¬1)!
ويروي البخاريُّ وغيره عن أبي سعيد الخدري: أن رجلًا سمع رجلًا يقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}! يردّدها، فلما أصبح جاء إِلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له -وكأن الرجل يتقالها- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده! إِنها لتعدل ثلث القرآن" (¬2).
قال ابن حجر (¬3): حمله بعض العلماء على ظاهره، فقال: هي ثلث باعتبار معاني القرآن؛ لأنه أحكام وأخبار وتوحيد، وقد اشتملت هي على القسم الثالث، فكانت ثلثًا بهذا الاعتبار، ويستأنس لهذا بما أخرجه أبو عبيد من حديث أبي الدرداء قال:
جزأ النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن ثلاثة أجزاء:
فجعل قل هو الله أحد جزءًا من أجزاء القرآن!
¬__________
(¬1) الترمذي (3364)، وأحمد: 5: 134، والبخاري: التاريخ الكبير: 1 (778)، والطبري: التفسير: 30: 342، وابن خزيمة: التوحيد: 41، والحاكم: 2: 540 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والبيهقيُّ: الأسماء والصفات: 1: 419.
(¬2) البخاريُّ: 66 - فضائل القرآن (5013)، وانظر (6643، 7374)، ومالك: 1: 208، وأحمد: 3: 35، وأبو داود (1461)، والنسائيُّ: 2: 171، والكبرى (1067، 10534)، وعمل اليوم والليلة (698)، والبغويُّ (1209)، والطحاوي: مشكل الآثار (1217، 1218)، وأبو يعلى (1548)، وابن عبد البر: التمهيد: 19: 226، 230، والبيهقيُّ: 3: 21، وابن حبّان (791).
(¬3) فتح الباري: 9: 61، وانظر: كتاب أهل العلم والإيمان بتحقيق ما أخبر به رسول الرحمن من أن (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن، لشيخ الإِسلام ابن تيمية، وهو كتاب قيّم!

الصفحة 735