كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

وخبر عن خلقه!
فأخلصت سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} الخبر عنه، وعن أسمائه وصفاته، فعدلت ثلث القرآن، وخلصت قارئها المؤمن بها من الشرك العلمي!

4 - أثر التوحيد:
ونجد أنفسنا أمام الحديث عن أثر التوحيد في تكوين الشخصية الإِسلاميّة للأمّة الوسط الخيّرة، ونحن نذكر ما رواه أحمد وغيره بسند حسن عن ربيعه بن عباد الدِّيلي، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصرَ عيني بسوق ذي المجاز يقول: "يا أيها الناس، قولوا: لا إِله إِلا الله تُفْلحوا"! ويدخل في فجاجها، والناس مُتقصِّفون عليه، فما رأيت أحدًا يقول شيئًا، وهو لا يسكت، يقول: "أيها الناس، قولوا: لا إِله إِلا الله تُفْلحوا"! إِلا أن وراءه رجلًا أحول، وضيء الوجه، ذا غديرتين، يقول: إِنه صابئ كاذب، فقلت: من هذا؟ قالوا: محمَّد بن عبد الله، وهو يذكر النبوّة، قلت: من هذا الذي يكذّبه؟ قالوا: عمّه أبو لهب .. الحديث (¬1)!
وقد تحمل الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تبليغ دعوته إلى هذا (الدّين القيّم)، دين الأمّة الوسط الخيّرة، ما تحمّل، مما تعجز الكلمات عنه!
يروي أحمد وغيره بسند صحيح عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
¬__________
(¬1) أحمد: 3: 492، وانظر: 4: 63، 341، 5: 371، 376، وأخرجه ابن أبي عاصم: الآحاد والمثاني (964)، والطبراني: الكبير (4582)، والحاكم: 1: 15، وانظر: 2: 611 - 612، والنسائيُّ: 8: 55، والبيهقيُّ: 5: 380 - 381، والدلائل: 5: 381، والدراقطني: 3: 44 - 45، وابن أبي شيبة: 14: 300، والطبراني: الكبير (8175)، وابن حبّان (6562)، وابن ماجه (2670)، والهيثمي: المجمع: 6: 23.

الصفحة 739