بَلى لهما أمر ولكن تَجَر جَما (¬1) ... كما جُرْجِمت من رأس ذي علق (¬2) الصخر
أخُصُّ خُصوصاً عبد شمس ونوفلا ... هما نبذانا مثل ما يُنبذ الجمر
هما أغْمَزَا لِلْقوم (¬3) في أخوَيْهما ... فقد أصبحا منهم أكفهما صفر (¬4)
هما أشركا في المجد من لا أبا له ... من الناس إِلا أن يُرَسّ له ذكر (¬5)
وتيْم ومخزوم وزهرة منهمُ ... وكانوا لنا مولى إِذا بُغي النصر
فوالله! لا تنفكّ منا عداوة ... ولا منهم ما كان من نسلنا شَفْر (¬6)
فقد سُفهت أحلامُهم وعقولهم ... وكانوا كجفر بئس ما صنعت جفر
¬__________
(¬1) تجرجما: أي سقطا وانحدرا، يقال: تجرجم الشيء إذا سقط.
(¬2) ذو علق: جبل في ديار بني أسد.
(¬3) أغمزا للقوم: أي سببا لهم الطعن فيهم، يقال: غمزت الرجل إذا طعنت فيه.
(¬4) الصفر: الخالي من الآنية وغيرها.
(¬5) يرسّ له ذكر: معناه أن يذكر ذكراً خفيًّا، يقال: رسست الحديث، إذا حدّثت به في خفاء.
(¬6) من نسلنا شفر: أي أحد، يقال: ما بالدار أحد، وما بها شفر، أي ما بها أحد.