كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 4)

6 - الاتصال باليهود وأسئلتهم:
ولم يقف أمر هؤلاء عند حد هذا السبّ للقرآن ومنزله من وجاء به، فقد اتصلوا باليهود للإتيان منهم بأسئلة تعجيزيّة كما يتصوّرون للرسول - صلى الله عليه وسلم -:

- السؤال عن الروح:
يروي أحمد وغيره بسند صحيح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال (¬1): قالت قريش ليهود: أعطونا شيئاً نسأل عنه هذا الرجل، فقالوا: سلوه عن الرُّوح، فسألوه، فنزلت: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} (الإسراء)!
قالوا: أوتينا عِلْماً كثيراً، أُوتينا التوراة، ومَن أوتِيَ التوراة، فقد أوتي خيراً كثيراً، فأنزل الله -عزّ وجل: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ} (الكهف: 109)!
ويروي الشيخان وغيرهما عن عبد الله قال: بينا أنا أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في خِرَب المدينة وهو يتوكّأ على عسيبٍ معه فمرّ بنفر من اليهود، فقال بعضهم لبعض (¬2): سلوه عن الرّوح، وقال بعضهم: لا تسألوه، لا يجيء
¬__________
(¬1) أحمد: 1: 255، والترمذي (3140)، والنسائي: التفسير (334)، والكبرى (11314)، وأبو يعلى (2501)، والحاكم: 2: 531، والبيهقي: "الدلائل": 2: 269، وابن حبان (99).
(¬2) البخاري: 13 العلم (125)، وانظر (4721، 7297، 7456، 7462)، ومسلم (2794) وأحمد: 1: 389، 444، والترمذي (3141)، والنسائي: التفسير (319)، والكبرى (11299)، والطبري: التفسير: 15: 155، والشاشي (369)، والطبراني: الصغير (1003)، والواحدي: أسباب النزول: 299، وابن حبان (98).

الصفحة 903