كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 1)
جموحها، ويحسن التصرف فيها وقت ثورتها .. ومن ثم لا بد للإنسان من إمام تكون له فيه الأسوة التامة في هذه الأمور، حتى يأتمّ به في قهر هذه القوة الثائرة، والعواطف المتوثبة، إلى أن تسكن ثورة النفس، ويسلك في ذلك مسلك صاحب السيرة الذي يحمل بين جنبيه قلباً زكيًّا، ونفساً طاهرة، وروحاً عالية نزيهة!
رابعاً: الشمول والتكامل:
وسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - شاملة لكل النواحي الإنسانيّة في الإنسان (¬1)، فهي تسجل سيرة محمد الشاب الأمين المستقيم قبل أن يكرمه الله بالرسالة!
وتسجل سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الداعي إلى الله، الملتمس أجدى الوسائل لقبول دعوته، الباذل منتهى طاقته وجهده في إبلاغ رسالته!
وتسجل سيرته - صلى الله عليه وسلم - كرئيس دولة يضع لها أقوم النظم وأصحّها، ويحميها بيقظته وإخلاصه وصدقه بما يكفل لها النجاح!
وتسجل سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الزوج والأب في حنوّ العاطفة، وحسن المعاملة، والتمييز الواضح بين الحقوق والواجبات لكل من الزوج والزوجة والأولاد!
وتسجل سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - المربّي المرشد الذي يشرف على تربية أصحابه تربية مثاليّة ينقل فيها من روحه إلى أرواحهم، ومن نفسه إلى نفوسهم، ما يجعلهم يحاولون الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - في دقيق الأمور وكبيرها!
وتسجل سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي يقوم بواجبات الصحبة، ويفي بالتزاماتها
¬__________
(¬1) السيرة النبوية: دروس وعبر: 17.
الصفحة 96
1884