كتاب ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

رؤيا عاتكة
قال ابن إسحاق -رحمه الله-: "فحدثني من لا أتّهم عن عكرمة عن ابن عباس، ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير، قالا: .. .. وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضَمْضَم مكة بثلاث ليال، رؤيا أفزعتها، فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب، فقالت له: يا أخي، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني .. (¬1) ". إلى آخر القصة، وابن إسحاق لم يسمّ شيخه. وقد سبق قول الإِمام البيهقي -رحمه الله-: "ابن إسحاق إذا لم يذكر اسم من حدّث عنه لم يُفرح به (¬2) ". وقد رواه الحاكم من طريق ابن إسحاق وفيه تسمية من حدثه، وأنه حسين بن عبيد الله بن عبد الله بن العباس. وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: فيه حسين بن عبد الله ضعيف (¬3) ". وعزاه الهيثمي في (المجمع) إلى الطبراني من طريقين:
الأول: فيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك. والثاني: مرسل، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن (¬4) ا. هـ
وقد أشار إلى ضعف القصة الشيخ عبد الله بن حمد اللحيدان في تحقيقه لمختصر مستدرك الذهبي على مستدرك الحاكم لابن الملقن (¬5).
¬__________
(¬1) الروض الأنف (5/ 83).
(¬2) السنن الكبرى (4/ 13).
(¬3) المستدرك (3/ 20).
(¬4) مجمع الزوائد (6/ 69).
(¬5) 2/ 1102.

الصفحة 104