كتاب ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

قصة إسلام حمزة - رضي الله عنه
قال ابن إسحاق-رحمه الله-: "حدثني رجل من أسلم، كان واعية: أن أبا جهل مرّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الصفا فآذاه وشتمه، ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه، والتضعيف لأمره، فلم يكلمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها تسمع ذلك ... " وذكر القصة في إخبار هذه المولاة لحمزة -وقد قدم من الصيد- بما حدث لابن أخيه، فأخذته الحمية، وتوجه لأبي جهل فشجه شجة منكرة، ثم قال: "أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول ... (¬1) ". ومن طريق ابن إسحاق رواه الحاكم، وأعله الذهبي بالإعضال (¬2). والرجل الذي روى عنه ابن إسحاق مبهم فهو مجهول، ثم إن الحديث مرسل.
وروى ابن سعد القصة مختصرة كما في (الطبقات (¬3))، من طريق الواقدي، وذكرها الهيثمي في (مجمع الزوائد) وقال: "رواه الطبراني مرسلًا (عن محمد بن كعب القُرَظي) ورجاله رجال الصحيح" وشيخ الطبراني إسماعيل بن الحسن الخفاف قال كل من العمري والطرهوني: لم أجد له ترجمة (¬4). ثم ذكر (الهيثمي) رواية أخرى عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق، وقال: "رواه الطبراني مرسلًا ورجاله ثقات (¬5) " ا. هـ. ويعقوب بن عتبة ثقة لكنه من الطبقة السادسة، وهي طبقة لم يثبت لأصحابها لقاء أحد من الصحابة (¬6). وفي السند أيضًا ابن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن.
¬__________
(¬1) الروض الأنف (3/ 118).
(¬2) المستدرك (3/ 212 - 213).
(¬3) (3/ 9).
(¬4) السيرة الصحيحة (1/ 146) السيرة الذهبية (2/ 333).
(¬5) المجمع (9/ 267).
(¬6) تقريب التهذيب (1/ 6).

الصفحة 52