كتاب شرح الدعاء من الكتاب والسنة

قالت لابن أبي السائب [من قُصَّاص التابعين]: ((اجتنب السجع من الدعاء، فإن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كانوا لا يفعلون ذلك)) (¬1).
وجاء في صحيح البخاري من نصيحة ابن عباس رَضْيَ اللَّهُ عنْهُمَا لأحد أصحابه، ومما قال فيها: ((فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك، يعني لا يفعلون إلا الاجتناب)) (¬2).

12 - التَّضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
((الضراعة: الذل والخضوع والابتهال، يقال: ضَرَع، يضرعُ ضراعةً: خَضع وذلَّ، واستكان وتضرع إلى اللَّه: ابتهل (¬3).
وهذا الأدب في غاية الأهمية للداعي: أن يدعو في حال تضرع وخشوع وخضوع وذلّ، فإن ذلك ((هو روح الدعاء ولبُّه ومقصوده، فإن الخاشع الذليل إنما يسأل مسألة مسكين ذليل قد انكسر قلبه)) (¬4).
واللَّه تعالى يحب من عبده أن يتضرَّع إليه، ويتملق له، وأن يديم
قرع بابه، قال تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ
¬_________
(¬1) مسند أحمد، 43/ 19، برقم 25820.
(¬2) صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب ما يكره من السجع في الدعاء، 8/ 74، برقم 6337.
(¬3) انظر: شروط الدعاء للمؤلف حفظه الله، ص 50.
(¬4) مجموع الفتاوى، 15/ 16.

الصفحة 47