العدل وذم الظلم (¬1)
* عن الشعبي قال: اشترى عمر - رضي الله عنه - فرسًا من رجل على أن ينظر إليه، فأخذ الفرس فسار به فعطب. فقال لصاحب الفرس: خذ فرسك؟ فقال: لا! قال: فاجعل بيني وبينك حكمًا. قال الرجل: شريح. قال: ومن شريح؟ قال: شريح العراقي. قال: فانطلقا إليه فقصا عليه القصة، فقال: يا أمير المؤمنين رد كما أخذته، أو خذ بما ابتعته. فقال عمر: وهل القضا إلا هذا، سر إلى الكوفة. فإنه لأول يوم عرفه يومئذ. [الحلية (تهذيبه) 2/ 69].
* ودخل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - على غلام له يعلف ناقة، فرأى في علفها (شيئا كرهه)، فأخذ بأذن غلامه فعركها، ثم ندم فقال له: خذ بأذني فاعركها، فأبى الغلام، فلم يدعه (حتى أخذ) بأذنه، فجعل عثمان يقول له: شد، شد، حتى ظن أنه قد بلغ منه مثل ما بلغ منه، قال عثمان: واها (¬2) لقصاص الدنيا قبل قصاص الآخرة. [موسوعة ابن أبي الدنيا 6/ 250].
* وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: إن أبغض الناس إلي أن أظلمه من لا يستعين علي إلا بالله - عزَّ وجلَّ. [الحلية (تهذيبه) 1/ 177].
¬_________
(¬1) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ولهذا قيل: إنَّ الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة , ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر , ولا تدوم مع الظلم والإسلام.
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (ليس ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم). فالباغي يُصرع في الدنيا , وإن كان مغفورًا له مرحومًا في الآخرة .....
وذلك أنَّ العدل نظام كل شيء , فإذا أُقيم أمر الدنيا بالعدل قامت , وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق , ومتى لم تقم بالعدل لم تقم , وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يُجزى به في الآخرة. الاستقامة / 474، 475
(¬2) كلمة تعجب تقال للشيء الطيب الحسن.