كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

شواهد التنازع في العمل
الشاهد السابع والعشرون بعد الأربعمائة (¬1)، (¬2)
عُهِدْتَ مُغِيثًا مُغْنِيًا مَنْ أَجَرْتَهُ ... فَلَمْ أَتَّخِذْ إلَّا فِنَاءَكَ مَوْئلًا
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل.
قوله: "عُهِدْت": من العهد، وهو يجيء لمعان كثيرة نحو: اليمين والأمان والذمة والحفظ ورعاية الحرمة والوصية ومعرفة الشيء على ما كان عليه، وعهدت هاهنا من هذا القبيل، قوله: "مُغِيثًا": اسم فاعل من الإغاثة، و "مُغْنِيًا": من أغناه عن الشيء إذا كفاه همه عنه.
قوله: "مَنْ أجَرْتَهُ" من أجاره يجيره من فلان إذا استجاره وأنقذه منه، ومنه: أجاره الله من العذاب، قوله: "إِلّا فِنَاءَك" بكسر الفاء، أي: إلا كنفك وجوارك والقرب منك، وأصل الفناء: ما امتد من الدار من جوانبها، قوله: "موئلًا" بفتح الميم وكسر الهمزة، أي: ملجأ، من: وأل إليه إذا لجأ إليه.
الإعراب:
قوله: "عُهِدْتَ" على صيغة المجهول، جملة من الفعل والمفعول النائب عن الفاعل وهو التاء، وأصله: عهدك العاهد، فلما حذف الفاعل أسند الفعل إلى المفعول وناب عن الفاعل.
قوله: "مُغِيثًا مُغْنِيًا": حالان مترادفان أو متداخلان من الضمير المستكن في عهدت، وكلاهما تنازعا في قوله: "مَنْ أَجَرْتَهُ" و "من" موصولة، و "أَجَرْتَهُ": جملة من الفعل والفاعل والمفعول وقعت صلة، والموصول مع صلته في محل النصب على المفعولية، قوله: "فَلَمْ أَتَّخِذْ" الفاء
¬__________
(¬1) ابن الناظم (98)، وتوضيح المقاصد (2/ 58)، وأوضح المسالك (2/ 21).
(¬2) البيت من بحر الطويل، غير منسوب في تخليص الشواهد (513)، وشرح الأشموني (2/ 99)، والتصريح (1/ 316) والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (644).

الصفحة 1009