كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

الاستشهاد فيه:
في قوله: "جرى واستشعرت" حيث توجها إلى معمول واحد ظاهر بعدهما وهو قوله: "لون مذهب" بناء على أن مذهب البصريين في إعمال الأقرب وإضمار الفاعل في الأسبق والله أعلم (¬1).

الشاهد السادس والثلاثون بعد الأربعمائة (¬2)، (¬3)
هَوينني وَهِويتُ الغانياتِ إِلَى ... أن شِبْتُ فانْصَرَفَتْ عَنْهُنَّ آمالي
أقول: هو من البسيط.
قوله: "هوينني" من هوي يهوَى من باب علم يعلم إذا أحب، و "الغانيات": جمع غانية بالغين المعجمة والنون بعد الألف، يقال: امرأة غانية إذا غنيت بحسنها وجمالها عن الحليّ، قوله: "إلى أن شبتُ": من الشيب (¬4)، قوله: "آمالي" جمع أمل وهو الرجاء.
الإعراب:
قوله: "هوينني وهويت" تنازعا في الغانيات، فأعمل الثاني وهو هويت، وأضمر في الأول وهو: هوينني، قوله: "إلى أن شبت": يتعلق بقوله: "هويت"، "وأن" مصدرية، والتقدير: إلى شيبوبتي، قوله: "فانصرفت": عطف على قوله: "أن شبت" و "آمالي": كلام إضافي فاعله.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "هوينني وهويت" حيث أعمل الثاني وأضمر في الأول؛ كما ذكرنا (¬5).
¬__________
(¬1) قال سيبويه: "وإنما كان الذي يليه أولى لقرب جواره وأنه لا ينتقض معنى، وأن المخاطب قد عرف أن الأول قد وقع بزيد"، وقال: "ولو أعملت وقلت: مررت ومر بي بزيد، وإنما قبح هذا أنهم قد جعلوا الأقرب أولى؛ إذ لم ينقض معنى، قال الشاعر وهو الفرزدق:
ولَكِنَّ نِصفًا لو سَبَبتُ وسَبَّنِي ... بَنُو عبدِ شَمْسِ من مَنَافٍ وَهَاشِم
وقال طفيل الغنوي: (البيت)، وقال رجل من باهلة:
ولقَدْ أَرَى تَغْنَى بِهِ سَيْفَانَة ... تُصْبِي الحِلَيمَ ومثلُها أصْبَاهُ
فالفعل في كل هذا معمل في المعنى وغير معمل في اللفظ، والآخر معمل في اللفظ والمعنى". ينظر الكتاب (1/ 76، 77)، والبصريات (287)، وشرح التصريح (1/ 316)، وحاشية الصبان (2/ 100)، والبحر المحيط (8/ 325).
(¬2) ابن الناظم (100).
(¬3) البيت من بحر البسيط، وهو لقائل مجهول، كان يهوى الغانيات وهو في الشباب، وقد انصرفن عنه وهو في المشيب، وانظر الشاهد في تخليص الشواهد (5/ 515)، وشرح الأشموني (2/ 104).
(¬4) في (أ): المشيب.
(¬5) ينظر الشاهد رقم (435).

الصفحة 1030