كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)
منها وهو عود الأسحل فاستاكت به، وأراد أنها متنعمة محتشمة.
الإعراب:
قوله: "إذا" للشرط، وقوله: "هي": مضمر منفصل لتعذر اتصاله فحذف عامله فهو مثل قوله تعالى (¬1): {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ} [الإسراء: 100] تقديره: لو تملكون؛ فحذف الفعل الذي هو المضمر المتصل، وصار المتصل منفصلًا ثم جيء بالفعل بعده تفسيرًا للفعل المحذوف، وكذلك تقدير قوله: "إذا هي لم تستك" ففعل به ما فعل بذلك.
قوله: "لم تستك": جازم ومجزوم وفاعله مستتر فيه تقديره: لم تستك هي، قوله: "بعود أراكة" يتعلق به، قوله: "تنخل": ماض مجهول مسند إلى قوله: "عود أسحل" ووقع جزاء للشرط، قوله: "فاستاكت" [فعل وفاعله مستتر فيه، أي] (¬2) فاستاكت هي، قوله: "به" جار ومجرور في محل النصب على أنه مفعول: فاستاكت.
فإن قلت: ما الفاء فيه؟
قلت: للعطف، وهو عطف فاستاكت على تنخل عطف الجملة على الجملة.
الاستشهاد فيه:
هو رفع: "عود أسحل" بالفعل الأول، والتقدير: تنخل عود أسحل فاستاكت به، ولو أعمل الأول لقال: تنخل فاستاكت بعود أسحَل، وهذا هو حجة الكوفيين في أولوية أعمال الأول، والجواب عن ذلك: أنه يدل على الجواز ولا خلاف فيه، وأما أنه يدل على الأولوية فلا.
الشاهد الثامن والثلاثون بعد الأربعمائة (¬3)، (¬4)
............................. ... كَفَانِي وَلَمْ أطْلُبْ قَلِيلٌ مِنَ المالِ
أقول: قائله هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وصدره (¬5):
¬__________
(¬1) وتمامها: {خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي ......... }.
(¬2) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬3) توضيح المقاصد (2/ 60).
(¬4) البيت من بحر الطويل، من قصيدة لامرئ القيس مشهورة شهرة المعلقة، تمتلئ بالشواهد النحوية والبلاغية، وقد سبق أن سردها العيني وشرحها أول الكتاب في الشاهد رقم (34)، ومطلعها هو قوله:
أَلَا عِمْ صَبَاحًا أَيُّهَا الطَّلَلُ الْبَالِي ... وَهَلْ يَعِمَنْ مَنْ كَانَ فيِ العُصُرِ الخَالِي
(¬5) ديوانه (145) ط. دار صادر، و (27) ط. دار المعارف، بتحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، وهو من شواهد الكتاب (1/ 79)، والإنصاف (1/ 84)، وشرح الأشموني (98/ 2)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 110)، وشرح =