كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

ختم الشعر بذي الرمة (¬1) والرجز برؤبة، وقال أبو عبد الله الرعيني (¬2) في كتابه: "المؤاخي النادر في الجمع بين اللآلي والنوادر": إن العجاج أدرك أبا هريرة - رضي الله عنه - وروى عنه، وكان من أعراب البصرة، مخضرم أدرك الدولتين، ورؤبة وابنه أيضًا كان مقيمًا بالبصرة، فلما ظهر بها إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي - رضي الله عنه - (¬3)، وخرج على أبي جعفر المنصور (¬4) خاف رؤبة على نفسه، وخرج إلى البادية لتجنب الفتنة، فلما وصل إلى الناحية التي قصدها أدركه أجله بها، فتوفي هناك سنة خمس وأربعين ومائة، وكان قد أسن، قال محمد بن سلام: قلت ليونس (¬5) النحوي: هل رأيت أعرابيًّا أفصح من رؤبة؟ قال: لا (¬6) وعن ابن قتيبة: كان رؤبة يأكل الفأر فعوتب في ذلك، فقال رؤبة: هي أنظف من دواجنكم ودجاجكم اللائي يأكلن العذرة، وهل يأكل الفأر إلا نقي البر ولباب الطعام (¬7)؟.
ورؤبة بضم الراء وسكون الهمزة وفتح الباء الموحدة وبعدها هاء ساكنة، وهي في الأصل اسم لقطعة من الخشب يشعب بها الإناء، وجمعها رئاب، وباسمها سمي الراجز المذكور (¬8)، وعن يونس: الرؤبة خميرة اللبن، وقطعة من الليل، والحاجة، وجمام ماء الفحل (¬9).
قوله: "من طلل .. إلى آخره" ليس من تتمة قوله: يا صاح ما هاج ... إلى آخره؛ كما زعمه
¬__________
= وفيات الأعيان (3/ 466) وما بعدها، ط. دار صادر، تحقيق: إحسان عباس، والمدارس النحوية د / شوقي ضيف: (27).
(¬1) غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي، من مضر أبو الحارث ذو الرمة، من فحول الطبقة الثانية في عصره (ت 117 هـ). الأعلام (5/ 124).
(¬2) هو محمد بن شريح بن أحمد الرُّعَيني أبو عبد الله، عالم بالقراءات من أهل أشبيلية، من كتبه: الكافي في القراءات (ت 476 هـ). الأعلام (6/ 185) والعِبَر في خبر من غبر للذهبي، تحقيق: محمد السعيد بن بسيوني زغلول (2/ 235)، ط، دار الكتب العلمية بيروت، أولى (1985 م)، وقد يكون هو محمد بن سعيد بن محمد بن عثمان الأندلسي أبو عبد الله، رحالة من العلماء بالحديث (ت 778 هـ). الأعلام (6/ 139)، ولم يذكر أحد كتاب: "المؤاخي النادر في الجمع بين اللآلي والنوادر".
(¬3) (ت 145 هـ). الأعلام (1/ 48).
(¬4) هو عبد الله بن محمد بن علي بن العباس، ثاني خلفاء العباسيين (ت 158 هـ). الأعلام (4/ 117).
(¬5) يونس بن حبيب البصري، أستاذ سيبويه (ت 182 هـ)، ينظر المدارس النحوية (28)، ومعجم الأدباء (20/ 64).
(¬6) ينظر طبقات فحول الشعراء (2/ 761 - 767) الترجمة (5).
(¬7) في الشعر والشعراء لابن قتيبة يقول: قال أبو عبيدة: دخلت على رؤبة وهو يجيل جرذانًا على النار فقلت: أتأكلها؟ قال: نعم، إنها خير من دجاجكم إنها تأكل البر والتمر (141) ط. عالم الكتب، ثالثة (1984 م)، وينظر الخزانة للبغدادي (1/ 91).
(¬8) ينظر اللسان، مادة: "رأب".
(¬9) ينظر خزانة الأدب للبغدادي (1/ 92، 93) تحقيق: هارون، ط الهيئة المصرية العامة للكتاب، ثانية لسنة (1979 م).

الصفحة 128