كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

وشجوًا قد شجاه، أي: أي شيء هيج الشجو الذي قد شجاه.
قوله: "من طلل" متعلق (¬1) بقوله ما هاج، قوله: "كالأتحمي" صفة موصوفها محذوف، أي كالبرد الأتْحمي، وهو صفة لطلل ومحلها الجر، قوله: "أنهجا" جملة فعلية ماضية في محل النصب على الحال بتقدور "قد" أي كالبُرد الأتحمي حال كونه قد أنهجا. أي بلي وأخلق (¬2).
الاستشهاد:
في قوله: "الذرفن" فإنه جمع بين الألف واللام وتنوين الترنم، وفي قوله: "أنهجن" فإنه أدخل تنوين الترنم في الفعل، وتنوين الترنم: هو المبدل من حرف الإطلاق عوضًا عن مدات الترنم، وهي الألف والواو والياء (¬3)، أما الألف ففي ما مر من قوله: "الذرفن" و "أنهجن".
وأما الواو ففي قول الآخر (¬4):
......................... ... سُقيت الغيثَ أيَّتهَا الخِيامُنْ
وأما الياء ففي قول الآخر (¬5):
........................... ... كانَتْ مُباركَةً من الأيامن
¬__________
(¬1) في (أ): يتعلق.
(¬2) في (أ، ب): أي بلي و "خلولق" وأثبت الصحيح.
(¬3) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (1/ 11) وقال ابن يعيش: "وهذا التنوين يستعمل في الشعر والقوافي للتطريب معاقبًا بما فيه من الغنة لحروف المد واللين". شرح المفصل لابن يعيش (9/ 33).
(¬4) من الوافر لجرير، عجز بيت وصدره:
متى كان الخيام بذي طلوح ... ......................
ينظر ديوان جرير (512) بشرح محمد الصاوي، دار صعيب بيروت، وسيبويه (4/ 206) وروايته في الكتاب "الخيامو"، وابن يعيش (9/ 33)، والارتشاف (3/ 272)، والمنصف (1/ 224)، وشرح شواهد المغني (226).
(¬5) من الكامل، عجز بيت نسبه سيبويه لجرير، وصدره:
أيهات منزلنا بنعف سويقة ... ......................
وليس في الديوان، انظر الكتاب (4/ 206)، والخصائص (3/ 243)، واللسان، مادة: "سوق"، وروايته في الكتاب: "الأيامى".

الصفحة 135