كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)
وهو الضمير المنصوب الَّذي يرجع إلى ابني ضمضم، قوله: "دمي" مفعول لقوله: "الناذرين".
الاستشهاد فيه:
في قوله: "والناذرين" لأنه تثنية اسم فاعل، وقد عمل عمل فعله؛ لأن تثنية اسم الفاعل وجمعه كالمفرد في العمل والشروط (¬1).
الشاهد التاسع والعشرون بعد السبعمائة (¬2)، (¬3)
أَوَالِفًا مَكَّةَ منْ وُرْقٍ الحمى ... ........................................
أقول: قائله هو العجاج الراجز، وهو من قصيدة مرجزة، وأولها هو قوله (¬4):
1 - يا دارَ سَلْمَى يَا اسْلَمِي ثُمَّ اسْلَمي ... بِسَمْسَمٍ أوْ عَنْ يَمِينِ سَمْسَمِ
2 - ظَلِلْتُ فِيهَا لَا أُبَالِي لُوَّمِي ... ولا صِبَايَ في سُؤَالِ الأرسمِ
3 - وَمَا سُؤَال طَلَلٍ وحُمَمِ ... وَمَا التَّصَابِي لِلْعُيُونِ الحلّمِ
4 - بَعْدَ بَيَاضِ الشَّعَرِ الْمُلَمْلَمِ ... إلَّا تَضَالِيل الفُؤَادِ الأيْهَمِ
5 - غرَّاء لَمْ تَشْغَبْ فَتَسْهُمِ ... وَلَمْ يَلُحْهَا حزنٌ على ابنِمِي
6 - وَلَا أخٍ ولَا أبٍ فَتَسْهُمِ ... فَالحمْدُ للَّه العَلِيِّ الأَعْظَمِ
7 - ذِي الجبرُوت وَالأَثَالِ الأَفخم ... وعالم الإِعْلَان والمكَتَّمِ
8 - وَرَبِّ كُل كَافِرٍ وَمُسْلِمِ ... بَانِي السَّمَوَات بغَيْر سُلَّمِ
9 - وَرَبِّ أَسْرَابِ حجيجٍ كُظَّم ... عن اللّغَا وَرَفَثِ التَّكَلُّم
10 - وربِّ هَذَا الحَرَم المُحَرَمِ ... والقانطات أَلْبَيتَ غير الرُّيَّمِ
11 - أوَالِفًا مَكَّةَ منْ وُرْق الحِمَي ... وَرَبِّ هَذَا الأَثَرِ المُقَسَّمِ
وهي قصيدة طويلة منها قوله:
¬__________
(¬1) ينظر الشاهد (727)، من هذا البحث، والكتاب (1/ 112).
(¬2) ابن الناظم (165)، وشرح ابن عقيل (3/ 116) "صبيح".
(¬3) البيت من بحر الرجز المشطور، وهو للعجاج، من أرجوزة طويلة في أغراض مختلفة، ومنها في الثناء على الله، ووصف حجاج بيت الله الحرام، انظر ديوان العجاج (1/ 442)، بتحقيق: السطلي، وبيت الشاهد في الكتاب لسيبويه (1/ 26)، واللسان مادة: "منى"، والمحتسب (1/ 78)، والإنصاف (519)، والخصائص (3/ 35)، وشرح التصريح (2/ 189)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 157)، والدرر (6/ 244).
(¬4) ديوان العجاج (1/ 442)، بتحقيق: د. عبد الحفيظ السطلي (جامعة حلب) مكتبة أطلس، دمشق.