كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

بكسر الميم، وهو الَّذي يهين الجزور وينحرها.
قوله: "أبدان الجزور" أراد: أبدان الجزر بالجمع ولكنه اكتفى بالواحد، و"الجزور" -بفتح الجيم من الإبل يقع على الذكر والأنثى، ويجمع على جُزُر بضمتين، ويروى: أبداء الجزور، والأبداء: جمع بدأة وهو المفصل، وقال الجوهري: البدأة: النصيب من الجزور، والجمع أبداء وبدوء، مثل: جفن وأجفان وجفون (¬1)، ومادته باء الموحدة ودال وهمزة.
و"المخاميص": جمع مخماص، وهو الضامر البطن، وأراد به هاهنا الجائع؛ يعني أنهم يجوعون أوقات العشيات لأجل الضيفان، و"العشيات": جمع عشية، قال الجوهري: العشي والعشية: من صلاة المغرب إلى العتمة (¬2).
قوله: "لا خور" بضم الخاء المعجمة وسكون الواو وفي آخره راء مهملة؛ جمع أخور، وهو الضعيف؛ من خار يخور خؤورة إذا ضعف، وخار الحر إذا انكسر، و"القزم" بفتح القاف والزاي المعجمة، قال الجوهري: رجل قزم والذكر والأنثى والواحد والجمع فيه سواء؛ لأنه في الأصل مصدر، و"القزم" هو أردأ المال، والقِزام -بالكسر: اللئام (¬3)، وأراد أنهم ليسوا برَذَال الناس وسفلتهم.
الإعراب:
قوله: "شم": خبر مبتدأ محذوف، أي هم شم، قوله: "مهاوين" بالرفع إما صفة وإما خبر بعد خبر، و"أبدان الجزور": كلام إضافي نصب على أنَّه مفعول مهاوين.
قوله: "مخاميص العشيات": كلام إضافي مرفوع لأنه خبر بعد خبر، والإضافة فيه بمعنى في، أي: مخاميص في أوقات العشيات، قوله: "لا خور": عطف على ما قبله من الموفوع، "ولا قزم": عطف عليه.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "مهاوين أبدان الجزور" فإن مهاوين جمع اسم الفاعل الَّذي للمبالغة، وقد عمِل عمَل فعله؛ حيث نصب أبدان الجزور (¬4).
* * *
¬__________
(¬1) الصحاح مادة: "بدأ".
(¬2) الصحاح مادة: "عشى".
(¬3) الصحاح مادة: "قزم".
(¬4) ينظر الكتاب (1/ 112 - 114)، وشرح المفصل لابن يعيش (6/ 76).

الصفحة 1442