كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

شواهد الصفة المشبهة باسم الفاعل
الشاهد الثامن والثلاثون بعد السبعمائة (¬1)، (¬2)
وَمَا أنَا مِنْ رُزْءٍ وَإنْ جلَّ جَازِعٌ ... ولَا بِسُرُورٍ بَعْدَ مَوْتكَ فارِحُ
أقول: قائله هو أشجع السلمي (¬3)، وهو من قصيدة حائية من الطويل، وأولها هو قوله (¬4):
1 - مضَى ابْنُ سَعِيدٍ حِينَ لم يبقَ مَشْرِقٌ ... وَلَا مَغْرِبٌ إلا لَهُ فِيهِ مَادِحُ
2 - ومَا كُنْتُ أَدْرِي مَا فَوَاضِلُ كَفِّهِ ... عَلَى النَّاسِ حتَّى غَيَّبْتْهُ الصَّفَائِحُ
3 - فَأصْبَحَ فيِ لَحْدٍ مِنَ الأَرْضِ مَيتًا ... وكَانَتْ بِهِ حَيًّا تضيقُ الصَّحَاصِحُ
4 - فما أنا من رزء ................. ... ......................... إلى آخره
5 - كَأَنْ لَمْ يَمُتْ حَيٌّ سِوَاكَ وَلَمْ تَقُمْ ... عَلَى أَحَدٍ إلا عَلَيكَ النَّوَائِحُ
6 - سَأَبْكِيكَ مَا فَاضَتْ دُمُوعِي فَإِنْ تُغِضْ ... فحَسْبُكَ مِنِّي مَا تُجِنُّ الجَوَانِحُ
7 - لئنْ حَسُنَتْ فِيكَ المرَاثِي وذِكْرُهَا ... لَقَدْ حَسُنَتْ مِنْ قَبلُ فِيكَ المَدَائِحُ
قوله: "الصفائح": جمع صفيحة، وأراد بها الأحجار - أعني أحجار القبر. و"الصحاصح": جمع صحصح وهي الأرض المستوية، وكذلك الصحصحان، و"النوائح": جمع نائحة.
¬__________
(¬1) ابن الناظم (172)، وتوضيح المقاصد (3/ 44).
(¬2) البيت من بحر الكامل، وهو من قصيدة لأشجع السلمي في الرثاء، وقد اختارها أبو تمام في حماسته؛ لأنها من أجود الرثاء، وانظر الشاهد في الخزانة (1/ 295)، وديوان الحماسة (856).
(¬3) من شعراء الدولة العباسية، نشأ بالبصرة، وقال الشعر وأجاد وعد من الفحول، وافتخرت به قبيلته قيس، ومدح البرامكة، ومدح هارون الرشيد. الخزانة (1/ 296).
(¬4) الخزانة (1/ 295)، وديوان الحماسة (856).

الصفحة 1445