كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)
الشاهد الأربعون بعد السبعمائة (¬1)، (¬2)
وَنَأْخُذُ بَعْدَهُ بذِنَابِ عَيْشٍ ... أَجَبّ الظهرِ ليسَ لهُ سَنَامُ
أقول: قائله هو النابغة، واسمه زياد بن معاوية الذبياني، وهو من قصيدة ميمية في مدح النعمان بن الحارث الأصغر، وأولها هو قوله (¬3):
1 - ألم أقسمْ عليكَ لتُخْبِرَنِّي ... أمحمولٌ على النعش الهُمامُ
2 - فإنِّي لَا أُلَامُ عَلَى دُخُولٍ ... ولَكِنْ ما وَرَاءَكَ يَا عِصَامُ
3 - فإنْ يَهْلِك أَبُو قَابُوسَ يَهْلِكْ ... رَبيعُ النَّاسِ والبَلَدُ الحَرامُ (¬4)
4 - ونَأْخُذ بَعْدَهُ ............... ... ..................... إلى آخره
وكان النابغة بلغه أن النعمان ثقيل من مرض كان أصابه حتَّى أشفق منه عليه فأتاه النابغة، وكان النعمان يُحمل في مرضه ذلك على سرير يُنقل ما بين الغمر وقصوره التي بالحيرة، وكان النعمان قد حجب النابغة لما بلغه عنه من أمر المتجردة، فكان النابغة إذا أراد الدخول على
¬__________
= عند الكوفيين جائز في الكلام كله. وهو الصحيح؛ لأن مثله قد ورد في الحديث كقوله في حديث أم زرع: (صفر وشاحها) - أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 376) - وفي حديث الدجال: "أعورُ عينهِ اليُمنَى" - الحديث بلفظه هكذا ذكره البخاري (2/ 255) - وفي صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: "شئن أصابعه وطويل أصابعه" - في البخاري (68) من كتاب اللباس - ومع جوازه ففيه ضعف؛ لأنه يشبه إضافة الشيء إلى نفسه، وأما حسن وجهه بالنصب فمن شواهده قول الراجز:
........................... ... كُومَ الذِّرَى وَادِقَةً سُرَّاتِهَا
قال في الشرح: وهو مثل قراءة بعض السلف: {وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُءَاثِمٌ قَلْبُهُ} [البقرة: 238] بالنصب. انتهى، وخرجت على أن "قلبه" بدل من اسم (إن).
وأما: حسن وجه بالرفع، فأجازه الكوفيون ومنعه أكثر البصريين. قال المصنف: وبجوازه أقول، ويدل على جوازه قول الراجز (البيت) شرح التسهيل للمرادي (3/ 225 - 228)، وينظر ابن يعيش (6/ 86، 87)، والمساعد (2/ 217، 218)، والتذييل والتكميل (4/ 874).
(¬1) ابن الناظم (175).
(¬2) البيت من بحر الوافر، من مقطوعة للنابغة، نقلها الشارح كلها وذكر مناسبتها، وانظر بيت الشاهد في الكتاب لسيبويه (1/ 196)، والمقتضب (2/ 179)، وأسرار العربية (200)، والإنصاف (134)، واللسان مادة: "حبب"، وابن يعيش (6/ 83، 85).
(¬3) الديوان (157) شرح عباس عبد الساتر، و (105)، بتحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (دار المعارف)، والأغاني (11/ 26)، والخزانة (7/ 511).
(¬4) وروايته في الديوان:
فإن يهلك أبو قابوس يهلك ... ربيع الناس والشهر الحرام