كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)
وهو أن تنصب الصفة المجردة المعرفَ بالألف واللام، فأجب مرفوع على أنَّه خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو أجب، وأما نصب الظهر فعلى التشبيه بالمفعول أو على التمييز على رأي الكوفيين (¬1).
الثاني: نصب "أجب" ورفع الظهر، وهو مثل الأول غير أن ارتفاع الأجب في الوجه الأول يكون على أنَّه خبر مبتدأ محذوف كما قلنا ونصبه في الوجه الثاني على الحال (¬2).
الوجه الثالث: جر الأجب والظهر جميعًا، أما جر الأجب فعلى أنَّه صفة لعيش، وأما جر الظهر فبالإضافة (¬3).
الشاهد الحادي والأربعون بعد السبعمائة (¬4)، (¬5)
أنعتُهَا إِنِّي مِن نُعّاتِهَا ... كُوَمَ الذُّرَا وَادِقَةً سُرَّاتِهَا
أقول: قائله هو عمر [بن الأشعث] (¬6) بن لحاء -بالحاء المهملة- التيمي، وترتيب هذا الرجز هكذا (¬7):
1 - أنعتها إني من نُعَّاتِهَا ... مدارةَ الأخفاف مجمراتِهَا
2 - غُلْبَ الذَّفَارَى وعفَرْنِيّاتِهَا ... كُوَمَ الذُّرَا وَادِقَةً سُرَّاتِهَا
3 - حملتُ أثقالي مصمماتها ... ................................
1 - قوله: "أنعتها" أي: أصفها، والضمير المنصوب يرجع إلى النوق، قوله: "نعاتها" بضم النون وتشديد العين؛ جمع ناعت، قوله: "مدارة" أي: مدورة الأخفاف، قوله: "مجمراتها": جمع مجمرة بالجيم، دقال: حافرٌ مجمرٌ؛ أي: صلب قويٌّ.
2 - و"الغلب" بضم الغين المعجمة وسكون اللام وفي آخره [باء موحدة] (¬8)؛ جمع غلباء، يقال: رجل أغلب إذا كان غليظ الرقبة وامرأة غلباء.
و"الذفارى" بفتح الذال المعجمة والفاء والراء، وهو جمع ذفرى بكسر الذال وسكون
¬__________
(¬1) ينظر ابن يعيش (6/ 85).
(¬2) رفع أجب أو نصب على القطع أو الحالية لا يجوز لأنه قطع النكرة غير الموصوفة نادر، وكذلك مجيء الحال منها.
(¬3) ابن يعيش (6/ 83، 85)، والكتاب لسيبويه (1/ 196) وفيها حديث مطول.
(¬4) ابن الناظم (175).
(¬5) بيتان من الرجز منسوبان في مراجعهما لعمر بن لجأ التيمي في الخزانة (8/ 221)، والدرر (5/ 289)، وابن يعيش (6/ 83، 88).
(¬6) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬7) انظر هذا الرجز في خزانة الأدب (8/ 221).
(¬8) ما بين المعقوفين سقط في (أ).