كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

فجونتا مصطلاهما نظير: حسن وجهِه، وأجازه الكوفيون في السعة، وهو الصَّحيح على ما نص عليه ابن الناظم (¬1).

الشاهد الثالث والأربعون بعد السبعمائة (¬2)، (¬3)
هَيفَاءُ مُقْبِلَةً عَجْزَاءُ مُدْبِرَةً ... مَمْخُوطَةٌ جُدِلَتْ شَنْبَاءُ أَنْيَابَا
أقول: قائله هو أبو زبيد الطَّائي، واسمه حرملة بن المنذر، توفي في زمن عثمان - رضي الله عنه -، ولم يعرف تاريخه.
وهو من البسيط.
قوله: "هيفاء": الضامرة، والمذكر: أهيف، "والعجزاء" بالزاي المعجمة؛ العظيمة العجز، "وممخوطة" بالطاء المهملة، يحتمل أنها موشومة بالمخط -بكسر الميم- الذي يوشم به، وقيل: المخط: الحديدة التي ينقش بها الأديم.
قوله: "جدلت": من الجدل وهو الفتل؛ يقال: جدلت الحبل أجدله جدلًا؛ أي: فتلته فتلًا محكمًا، ومنه: جارية مجدولة الخلق حسنة الجدل، ومادته جيم وقال مهملة ولام.
قوله: "شنباء": من الشنب وهو حدة الأسنان، وقيل: برد وعذوبة، وامرأة شنباء بينة الشنب، قال الجرمي: سمعت الأصمعي يقول: الشنب: برد الفم والأسنان، فقلت: إن أصحابنا يقولون: هو حدتها حين تطلع فيراد بذلك حداثتها وطراءتها؛ لأنها إذا أتت عليها السنون احتكت، فقال ما هو إلَّا بردها.
الإعراب:
قوله: "هيفاء": خبر ابتدأ محذوف؛ أي: هي هيفاء، و "مقبلة" نصب على الحال، وكذا الكلام في: "عجزاء مدبرة".
فإن قلتَ: ما العامل في الحال؟
¬__________
(¬1) انظر نصه في شرح الألفية لابن الناظم (450) تحقيق: د. عبد الحميد السيد، ثم عرض أحاديث في ذلك وقال: ومع جوازه فهو ضعيف؛ لأنَّه يشبه إضافة الشر إلى نفسه، وينظر شرح التسهيل لابن مالك (3/ 91)، والتذييل والتكميل (4/ 874).
(¬2) ابن الناظم (175).
(¬3) البيت من بحر البسيط، وهو في الغزل، لأبي زبيد الطَّائي في ديوانه (36)، والكتاب (1/ 198)، وابن يعيش (6/ 83، 84)، واللسان "هلب".

الصفحة 1454