كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

ابن هشام: أرسلني (¬1)، قلت: معناه ما قاله ابن فارس في المجمل: "ألكني"؛ أي: تحمل رسالتي إليه، قال الشاعر (¬2):
ألكني إليها عمرك الله يا فتى ... بآية ما جاءت إلينا تهاديَا (¬3)
وقال أبو زيد: ألكته أليكه إذا أرسلته، قلت: فحينئذ يكون ألكنى أمرًا من ألاك يلين إذا أرسل، وقال الجوهري: الألوك الرسالة، وكذلك المألك والمألكة بالضم فيهما (¬4).
قوله: "رسالة" ويروى: تحية، قوله: "بآية" أي: بعلامة، "ممَّا كانوا ضعافًا" وهو جمع ضعيف؛ ككرام جمع كريم، قوله: "ولا عزلا" بالعين المهملة والزاي المعجمة؛ جمع أعزل وهو الذي لا سلاح معه.
قوله: "ولا سيئي زي" أصله: ولا سيئين بالنون سقطت للإضافة، وهو جمع سيئ من السوء، و "المزي" -بكسر الزَّاي المعجمة، وتشديد الياء آخر الحروف، وهو اللباس والهيئة، ويروى: ولا سيئي رأي بالراء المهملة وسكون الهمزة (¬5).
قوله: "ولا مخيسة" بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وتشديد الياء آخر الحروف وفتح السِّين المهملة؟ أي: محبوسة، وقال النحاس: الأجود أن يكون مخيسة بمعنى مذللة (¬6)، وقال الجوهري: المخيس: اسم سجن كان بالعراق؛ أي: موضع التذلل، وكل سجن مخيَس ومخيِس -أيضًا- يعني بفتح الياء وكسرها (¬7).
قوله: "بزلَا" بضم [الباء] (¬8) الموحدة وسكون الزَّاي المعجمة؛ جمع بازل وهو البعير الذي فطر نابه؛ أي انشق، ذكرًا كان أو أنثى.
الإعراب:
قوله: "ألكني": جملة من الفعل والفاعل وهو أنت في ألك والمفعول وهو "ني" وهو مفعول ثان مقدمًا، وقوله: "السَّلام" هو المفعول [الأول] (¬9)، والتقدير: بلغ السَّلام عني.
¬__________
(¬1) انظر البيت في المغني (420)، وقد فسر فيه آية بمعنى: علامة، فلعل الشارح يقصد علامة الإرسال.
(¬2) البيت من بحر الطَّويل، وهو لسحيم عبد بني الحسحاس، في ديوانه (19).
(¬3) المجمل لابن فارس (1/ 102)، تحقيق: زهير سلطان، مؤسسة الرسالة، العراق، وهو بنصه مع البيت أيضًا.
(¬4) الصحاح مادة: "ألك".
(¬5) في (أ): ولا سيئي رأي بالزاي المعجمة.
(¬6) انظر كتاب شرح أبيات سيبويه للنحاس (75)، تحقيق: زهير غازي (البصرة).
(¬7) الصحاح مادة "خيس".
(¬8) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬9) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

الصفحة 1456