كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

وكانوا قد أغاروا في بني ضبيعة علي بني أسد، فأخذ عليهم بنو أسد عقبة جبل يقال له قلاب من محلة بني أسد فقتلوهم به، فقالت خرنق تذكُر ذلك (¬1):
1 - فَلَا وَأَبِيكَ يبقى بَعْدَ بِشر ... عَلَى حَيٍّ يَمُوتُ صَديق
2 - وبعدَ الخير عَلقَمَةُ بنُ بشْر ... إذا مَا الموتُ كَانَ لَدَى الحُلوقِ
3 - وَمَال بَنُو ضُبَيعَةَ بَعْدَ بِشْر ... كمَا مَال الجُذُوعُ من الحريق
4 - فَكَم بقُلَاب مِن أَوْصَالِ خرقٍ ... أخِي ثقَة وَجُمجُمَةٍ فَلِيق
والبيتان المذكوران من قصيدة من الكامل، وأولها هو قولها (¬2):
1 - إنْ يَشرَبُوا يَهبُوا وإنْ يَذَرُوا ... يَتَوَاعَظُوا عنْ منطق الهُجْر
2 - قومٌ إذا رَكِبُوا سمعت لهُم ... لغَطًا ينَ التَّأْيِيهِ والزجرِ
3 - والخَالطينَ نحيتَهُم بنُضَارهم ... وذَوي الغنَى مِنْهُم بِذي النقر
4 - هَذَا ثنَائي مَا بَقيتُ لَهُم ... فَإذَا هَلَكتُ أَجَنَّنِي قبرِي
1 - قولها: "الهجر" بضم الهاء؛ الفحش.
2 - و "اللغط": الجلبة.
و"والتأبيه": الصوت، يقال: أيهت به تأبيهًا إذا صحت به.
3 - و "النحيت": الخامل الساقط الذكر فيهم، و "النضار": الرفيع.
5 - قولها: "لا يبعدن" بفتح العين والدال؛ من بَعِدَ يبعَدُ -من باب علم يعلم- بَعَدًا بفتحتين إذا هلك، ومعناه: لا يهلكن قومي، قولها: "سم" بضم السِّين المهملة، وحكى الأخفش الكسر- أيضًا، وجمعه: سمام، و "العداة": جمع عاد؛ كالقضاة جمع قاض.
[قولها] (¬3): "وآفة الجزر" الآفة العلة، والجزر بضم الجيم وسكون الزاى بعدها راء، وأصله: جزر بضمتين فسكنت [الثَّانية] (¬4) للوزن، وهو جمع جزور، وأراد بآفة الجزر: أنهم كانوا يكثرون من نحر الجزر للضيفان.
قوله: "معترك" بضم الميم، هو موضع القتال، وكذلك المعركة، ومعنى "النازلين بكلِّ معترك" (¬5)
¬__________
(¬1) ينظر: الديوان (39) وما بعدها برواية أبي عمر بن العلاء، دار الكتب: بيروت، وأيضًا ديوان الخرنق بنت بدر (26) تحقيق: د. حسين نصار، ط. دار الكتب المصرية.
(¬2) ينظر: ديوان الخرنق (29).
(¬3) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬4) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬5) في (أ، ب): في الأبيات: النازلين، وفي كتب النحو: النازلون.

الصفحة 1458