كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

وفيه الاستشهاد:
فإنَّه مثل: الحسن الوجهَ، بنصب الوجه؛ فإن الحسن صفة مشبهة، وقد نصب الوجه، وهو معرف بالألف واللام، [وكذلك "الشعر" صفة مشبهة نصب الرقاب وهو معرف بالألف واللام] (¬1)، (¬2).

الشاهد السابع والأربعون بعد السبعمائة (¬3)، (¬4)
لَقَدْ عَلمَ الأَيْقَاظُ أخفيَةَ الكَرَى ... تَزَجُّجَهَا منْ حَالِكٍ واكْتِحَالهَا
أقول: قائله هو كميت بن زيد الأسدي، وهو من قصيدة هائية (¬5) من الطَّويل، وقبله هو قوله:
1 - أبُوكَ أبو العَاصِي إذا الحَربُ شمَّرَتْ ... عَنِ السَّاق وابتَزَّ الغُوَاةُ جِلَالهَا
2 - إذا مَا بَدَت بعدَ الخريعِ الذِي أَرتْ ... مَحَاسِنَهَا أَعْفَارهَا وَجَمَالهَا
3 - تُعَرِّضُ لِلْأَيْدِي اللَّوَامِسِ منهم ... روَادِفَهَا مَبذُولَة ودلَالهَا
4 - مُحَلَّقَةَ الأَصْدَاغِ شَمْطَاءَ كشَّفَتْ ... عَنِ الذعرِ المنقُوضِ منهُ فِضالهَا
1 - قوله: "أبوك أبو العاصي إلى آخره" يمدحه ويصفه بمعرفة الحرب وتلقيها بالحزم والصبر عند اغترار الجاهل بها، وشبهها بالخريع وهي العاجزة (¬6)، وقيل: الناعمة الرخصة، وقال كراع: الخريع: الماجنة المتبرجة، والخريعة بالهاء: الفاجرة، والخراعة: الدعارة ففرق بينهما.
3 - قوله: "مبذولة" أي: مبذولة هي؛ يعني الروادف [ودلالها بالنصب على المعية أي: مع دلالها ولا يعطف على الروادف] (¬7)؛ لأنَّ الدلال الذي هو الغنج والشكل لا يلمس باليد.
4 - قوله: "محلقة الأصداغ" بالنصب على الحال من الضمير الذي في قوله: "إذا ما بدت".
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬2) قال سيبويه: "وزعم أبو الخطَّاب أنَّه سمع قويًّا من العرب ينشدون هذا البيت للحارث بن ظالم (البيت) فإنَّما أدخلت الألف واللام في: الحسن ثم أعمته كما قال: الضارب زيدًا، وعلى هذا الوجه تقول: هو الحسنُ الوجهَ، وهي عربية جيدة، قال الشاعر (البيت). الكتاب لسيبويه (1/ 201).
(¬3) ابن الناظم (176).
(¬4) البيت من بحر الطَّويل، منسوب للكميت وليس في ديوانه، ولا في شعر الكميت الذي جمعه د. داود سلوم، بالعراق، جامعة بغداد، وهو في شرح شواهد الإيضاح (569)، وابن يعيش (5/ 27)، والمحتسب (2/ 47)، واللسان "خفي ".
(¬5) ليست هائية بل هي لامية؛ لأنَّ اللام هي النووي، والهاء إنَّما هي وصل، والألف خروج.
(¬6) في (أ): الفاجرة.
(¬7) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

الصفحة 1461