كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

قوله: "فضالها" بكسر الفاء؛ يعني: ثيابها التي للتبذل لأنها قد تعرف من كسوة التجمل.
قوله: "الأيقاظ": جمع يقظ، "والأخفية": الأغطية، واحدها خفاء (¬1)، وسمي خفاء لأنَّه يخفي ما تحته، وأصل الخفاء الكساء الذي يستر به الرطب، وهو سقاء اللبن، [والمراد] (¬2) ها هنا أجفان العيون، "والكرى": النوم.
قوله: "تزججها" أي: تكحلها بالمزج، يقال: زججت المرأة حاجبيها إذا أدقت صنعتهما وتزيينهما، قوله: "من حالك" أي من أسود، ويروى: [تزججها] (¬3) من آنف [واكتحالها] (¬4)، أي: من قريب؛ قاله السكري، ثم قال: التزجج إنَّما يكون للحاجب إذا نتف ما حوله لكنَّه إستعاره للأنف لقربه منه، وهذا التفسير يوجب أن يكون قوله: "من آنف": جمع أنف وجمعه بما حوله.
الإعراب:
قوله: "لقد" اللام للتأكيد و "قد" للتحقيق، و "علم" ها هنا بمعنى عوف؛ فلذلك اقتصر به على مفعول واحد وهو قوله: تزججها، و "الأيقاظ" بالرفع فاعل علم.
قوله: "أخفية الكرى": كلام إضافي منصوب على التمييز عند أبي الفتح، كأنه حمله على المعنى؛ لأنَّ المعنى: الأيقاظ عيون أخفية الكرى، فكأنه قال: الأيقاظ عيونًا من أغطية النوم التي تشتمل على عيون جهال القوم.
ويجوز أن تجعل الأخفية العيون أنفسها لاشتمالها على النوم كاشتمال الأخفية على ما فيها، وللمجاورة، كأنه قال: الأيقاظ عيونًا، وكذا قدره أبو الفتح (¬5).
وأجاز أبو علي نصبه كنصب: مررت برجل حسن وجهَه، على التشبيه بالمفعول به، أو على التمييز وإن كان معرفة؛ لأنَّ التعريف لا يفيد هنا شيئًا فهو كتعريف الأجناس (¬6).
قوله: "من حالك": "يتعلق" (¬7) بتزججها، قوله: "واكتحالها" التقدير: واكتحالها منه فحذف للدلالة عليه كما تقدم، ولا يجوز أن يتعلق من حالك باكتحالها؛ لما يؤدي إليه من تقديم الصلة على الموصول، فافهم.
¬__________
(¬1) في (أ): خفي.
(¬2) و (¬3) و (¬4) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬5) المحتسب (2/ 47).
(¬6) أجاز ابن جني في سر الصناعة (43)، أن يكون تمييزًا، وقد نقل الحديث عن أبي علي وفيه حديث مطول فليراجع هناك. ينظر سر الصناعة (38، 39).
(¬7) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

الصفحة 1462