كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

الإعراب:
قوله: "سبتني": جملة من الفعل والمفعول، قوله: "الفتاة" فاعلها، و "البضة" بالرفع صفة الفتاة، قوله: "المتجرد" مجرور بإضافة البضة إليه، وقوله: "اللطيفة": مرفوع لأنَّه صفة أخرى للفتاة، وهو مضاف إلى كشحه، والضمير في كشحه يرجع إلى المتجرد، قوله: "وما خلت": جملة من الفعل والفاعل، و "أن أسبى": على أنَّه في محل النصب مفعول.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "البضة المتجرد اللطيفة كشحه" فإن الكشح مضاف إلى ضمير المتجرد المضاف إليه البضة، ونظيره: مررت برجل حسن الوجنة جميل خالها، فإن المعمول مضاف إلى ضمير معمول صفة أخرى، وهذا تركيب نادر (¬1).

الشاهد الثَّاني والخمسون بعد السبعمائة (¬2)، (¬3)
فَعُجْتُهَا قبلَ الْأَخيَار مَنزلَةً ... وَالطَّيِّبِي كُلِّ مَا التَاثَتْ بِهِ الأُزُرُ
أقول: قائله هو الفرزدق، وهو من قصيدة من البسيط، وأولها هو قوله (¬4):
1 - تَقُولُ لَمَّا رَأَتْنِي وَهيَ طيبةٌ ... عَلَى الفراش ومنهَا الدَّلُ والحفرُ
2 - أصدِر هُمُومَكَ لَا يَقتُلكَ وَاردُهَا ... فَكلُّ وَاردَةٍ يَومًا لها صدرُ
3 - فعجتها قِبَلَ الأَخيَار مَنزلَةً ... وَالطَّيِّبي كُلِّ مَا التَاثَت بِهِ الأُزُرُ (¬5)
4 - إذَا رَجَا الرَّكْبُ تَعْرِيسًا ذكرتُ لهُم ... غَيثًا يَكُونُ عَلَى الأَيْدِي لَهُ دِرَرُ
5 - وَكَيفَ تَرجُونَ تغميضًا وَأَهْلُكُم ... بِحَيثُ تَلْحَسُ عن أولادِها البقرُ
6 - سِيرُوا فإنَّ ابنَ ليلَى مِنْ أمامِكُم ... وَبادِرُوهُ فإنَّ العُرفَ يُبتَدَرُ
7 - فأصْبَحُوا قدْ أعادَ الله دولتَهم ... إذ هم قريشٌ وإذ ما مثلَهم بشرُ
¬__________
(¬1) ينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (3/ 7).
(¬2) توضيح المقاصد (3/ 50).
(¬3) البيت من بحر البسيط، من قصيدة طويلة للفرزدق، يمدح بها عمر بن عبد العزيز، بدأها بالغزل، وليس مطلعها ما ذكره الشارح بل مطلعها قوله:
زارت سكينة أطلّا ما أناخ بهم ... شفاعة النوم للعينين والسهر
وانظر بيت الشاهد في ديوانه (1/ 182) "، وشرح التصريح (2/ 85)، وشرح الأشموني (2/ 6).
(¬4) انظر القصيدة كلها في الديوان (1/ 182) ط. دار الكتب العلمية، والأبيات التي ذكرها الشارح مختارة من القصيدة.
(¬5) هذا البيت سقط في (ب).

الصفحة 1466