كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

أَسِيلَاتُ أَبْدَانٍ دِقَاقُ خصُورُهَا ... ...................................
وهو من الطَّويل.
قوله: "أسيلات أبدان": جمع أسيلة، وهي الطويلة، وكل مسترسل أسيل؛ ومنه سمي الرماح أسيلًا، ورجل أسيل الخد إذا كان لين الخد طويله، وقد أسل بالضم أسالة.
و"الدقاق" بكسر الدال جمع دقيق، و "الخصور": جمع خمس، قوله: "وثيرات": جمع وثيرة -بفتح الواو وكسر الثاء المثلثة، والوثير: الفراش الوطيء، وأراد بها ها هنا وطيآت الأرداف والأعجاز.
الإعراب:
قوله: "أسيلات أبدان": كلام إضافي خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هن أسيلات أبدان، قوله: "دقاق": جمع اسم فاعل عَمِل عَمَل فعله؛ حيث رفع خصورها وهو -أيضًا- خبر بعد خبر.
قوله: "وثيرات ما التفت": كلام إضافي خبر بعد خبر [وما موصولة، و "التفت": فعل ماض، و "المآزر": فاعله، والجملة] (¬1) صلة للموصول، والضمير في "عليها" يرجع إلى "ما" باعتبار معناها.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "وثيرات ما التفت" فإن وثيرات صفة مشبهة أضيفت إلى الموصول، وقد علم أن الصفة المشبهة المضافة على أنواع: منها المضاف إلى الموصول كما في البيت المذكور (¬2).

الشاهد الرابع والخمسون بعد السبعمائة (¬3)، (¬4)
أَزور امرأ جَمًّا نوالٌ أعده ... لمن أَمَّه مُستَكْفِيًا أَزْمَةً الدَّهْرِ
أقول: قائله مجهول، وهو من الطَّويل.
قوله: "جمًّا" بالجيم وتشديد الميم؛ أي: عظيمًا، قوله: "نوال" بفتح النون، وهو العطاء وكذلك النول، قوله: "لمن أمه" أي: قصده، قوله: "أزمة الدهر" أي: شدته.
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬2) ينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (3/ 6).
(¬3) توضيح المقاصد (3/ 51).
(¬4) البيت من بحر الطَّويل، وهو في المدح، لشاعر مجهول، وانظره في شرح الأشموني (6/ 3)، وشرح التصريح (2/ 86).

الصفحة 1468