كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

وقد يزاد فيها الهاء، فيقال: واهًا كما في البيت المذكور، قوله: "لليلى" اللام فيه للتعجب، وهي مكسورة ليفرق بينها وبين لام الاستغاثة، قوله: "لم واهًا": عطف على: واهًا [لليلى، قوله: "واهًا] (¬1) تأكيد للأول.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "واهًا" فإنَّه كلمة للتعجب؛ كما ذكرنا، وقد علم أنَّه يستعمل على صيغ مختلفة منها كلمة: "واهًا"، ومنها كلمة: كيف؛ كما في قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} [البقرة: 28]، ومنها لفظ: سبحان الله؛ كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - (¬2): "سبحان الله! إن المؤمن لا ينجس" (¬3).

الشاهد السابع والخمسون بعد السبعمائة (¬4)، (¬5)
.............................. ... يَا جَارَتَا مَا أَنْتِ جَارَهْ!
أقول: قائله هو الأعشى ميمون بن قيس، وأوله:
بَانَت لِتُحْزِنَنَا عفَارَة ... ...................................
وهي من قصيدة طويلة، من الكامل المجزوء المرفل المصرع (¬6)، وأولها هذا البيت، وبعده قوله (¬7):
2 - تُرضِيكَ مِن حُسْنٍ وَمِن ... دلّ مُخَالطُةُ غَرَارَهْ
3 - بَيضَاءُ ضَحوَتهَا وَصَف ... رَاءُ العَشِيَّة كالعَرَارَة (¬8)
4 - وَسَبَتْكَ حِينَ تَبَسَّمَت ... بينَ الأَريكةِ وَالسِّتَارَهْ
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬2) ينظر صحيح البُخاريّ (1/ 79، 80)، طبعة دار الشعب، وصحيح مسلم (8/ 673)، طبعة دار الشعب.
(¬3) ينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (3/ 17).
(¬4) ابن الناظم (176).
(¬5) البيت من بحر الكامل المجزوء، من قصيدة للأعشى على عادته في تطويل القصائد، فغالبها يتجاوز السبعين بيتًا، وهو في هذه يهجو شيبان بن شهاب الجحدري، بدأها بالغزل ووصف صاحبته، والعجيب أن بيت الشاهد عند النحويين غيره في الديوان، فصدره عند النحويين عجز في الديوان والعكس، وانظر البيت في ديوانه (77) دار الكتاب العربي، ورصف المباني (452)، وشرح عمدة الحافظ (435)، والخزانة (3/ 308 - 310)، (5/ 486)، واللسان "بشر" و "جور".
(¬6) في (ب): من الرجز المسدس، والصَّواب ما أثبته.
(¬7) انظر الديوان (77) ط. دار الكتاب العربي، و (189) (المكتب الشرقي)، وانظر ما قيل في الشاهد رقم (678) من شواهد هذا الكتاب.
(¬8) في هذا البيت سقط في (أ).

الصفحة 1472