كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

كون وزنه من الأوزان التي تخص الأفعال نحو [قوله تعالى] (¬1): {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} [مريم: 38] (¬2).
والثاني: توكيده بنون التوكيد الخفيفة في قوله: "وأحريا" [كما ذكرنا] (¬3).

الشاهد الحادي والستون بعد السبعمائة (¬4)، (¬5)
أرأَيْتَ إِنْ جَاءَتْ بِهِ أملودًا ... مُرَجلًا ويلبسُ البرودَا
أقائلُن أحضِرُوا الشُّهُودَا ... ...................................
أقول: قائله هو رؤبة بن العجاج، وقد مرَّ الكلام فيه مستوفًى في شواهد الكلام في أوائل الكتاب (¬6)، وقد ذكرنا أن الاستشهاد فيه دخول نون التوكيد في اسم الفاعل، وهو قوله: "أقائلن" تشبيهًا له بالفعل، وقد دل هذا على أن الاستدلال على فعلية أفعل به! في التعجب بدخول نون التوكيد عليه، كما في قوله: "وأحريا" في البيت السابق ليس بقوي، لاحتمال أن يقال النون فيه كالنون في قوله:
أقائلُنَّ أحضروا الشهودا ... ......................................

الشاهد الثاني والستون بعد السبعمائة (¬7)، (¬8)
جَزَى اللهُ عَنِّي وَالْجَزَاءُ بِفَضلِهِ ... ربيعَةَ خَيرًا مَا أعَفَّ وَأكرَمَا
أقول: قائله هو ........................................................
¬__________
(¬1) زيادة للإيضاح.
(¬2) ينص في شرح الكافية الشافية قائلًا: "وهما فعلان غير متصرفين، أما (أفعل) فلا خلاف في فعليته؛ لأنَّه على صيغة لم يصغ عليها إلَّا فعل، ولأنَّ العرب قد تؤكده بالنون الخفيفة يقول الشاعر: (البيت)، والمؤكد بالنون لا يكون إلَّا فعلًا". شرح الكافية الشافية (1077)، وقد خالف هذا في التسهيل فنص على الخلاف بين البصريين ومعهم الكسائي وبين الكوفيين غير الكسائي، ولم ينص على مخالفة الكسائي لفريقه في شرحه للتسهيل ممَّا يدل على التعارض في أسلوبه، قال ابن مالك في التسهيل: "ينصب المتعجب منه مفعولًا بموازن أفعل فعلًا لا اسمًا خلافًا للكوفيين غير الكسائي". ينظر تسهيل الفوائد (130)، وقال في شرحه: "وأمَّا (أفعل) فمختلف في فعليته عند الكوفيين متَّفقٌ على فعليته عند البصريين وهو الصَّحيح". ينظر (3/ 31).
(¬3) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬4) ابن الناظم (177).
(¬5) ثلاثة أبيات من بحر الرجز المشطور، وهي لرؤبة في وصف امرأة تحب شابًّا قويًّا، وهي في ملحق ديوانه (173)، وانظرها في المراجع الآتية: المحتسب (1/ 193)، (2/ 120)، والخصائص (1/ 136)، والأشموني (1/ 42)، (3/ 212)، والتصريح (1/ 42)، والهمع (2/ 79)، والدرر (2/ 101).
(¬6) ينظر الشاهد رقم (11).
(¬7) ابن الناظم (178)، وأوضح المسالك (2/ 257).
(¬8) البيت من بحر الطويل، وهو من قصيدة لعلي بن أبي طالب، قالها في الحصين بن المنذر، وهو غلام يزحف براية =

الصفحة 1477