كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

المعدمين الأجواد، وكان [يلقب] (¬1) عروة الصعاليك لجمعه إيَّاهم وقيامه بأمرهم، وقيل: لقب بقوله:
لحى الله صعلوكًا ....... ... ........................ إلى آخره
وهو من قصيدة رائية من الطَّويل، وأولها هو قوله (¬2):
1 - لحَى الله صُعلُوكًا إذا جَنَّ لَيلُهُ ... مصافي المُشاشِ آلفًا كل مجزرِ
2 - يَعُدُّ الغِنَى مِن نفسِهِ كل ليلَةٍ ... أصابَ قراهَا من صَدِيقٍ مُيَسّرِ
3 - ينامُ عِشَاءً ثمَّ يُصْبحُ ناعِسًا ... يَحُتُّ الحَصَى عنْ جَنْبِهِ المتَعَفِّرِ
4 - يُعِينُ نِسَاءَ الحَيِّ مَا يستعِنَّهُ ... ويُضْحِي طَلِيحًا كالبعيرِ المحسرِ
5 - ولله صعلوكٌ صفيحةُ وجهِهِ ... كضوءِ شِهَابِ القَابِسِ المتنوّرِ
6 - مطِلٌّ على أعدائِهِ يزجُرُونَهُ ... بساحتهِم زجرَ المنيحِ المشَهَّر
7 - إذا بعدُوا لا يأمنُونَ اقترابَه ... تَشَوُّفَ أَهْلِ الغائبِ المتُنَظّرِ
8 - فذلك .................. ... ........................ إلى آخره (¬3)
1 - أقول: [قوله: "] (¬4) لحى الله"، أصله: اللوم والقشر، ويستعمل في السب، و "الصعلوك": الفقير، و "المشاش"، بضم اليم، كل عظم هش دسم، الواحدة مشاشة، و "المجزر": الموضع الذي تجزر فيه الإبل.
2 - و "المُيَسّر" بضم الميم وفتح الياءآخر الحروف وتشديد السِّين المهملة، الذي قد نتجت إبله وكثر لبنه، وضده المجنّب، ويحت ويحط متقاربان.
3 - و "المتعفر" بالعين المهملة، المتمرغ في التُّراب.
4 - و "الطليح" بالحاء المهملة؛ من طلح البعير أعيا فهو طليح، و "المحسر" بالحاء والسين المهملتين، من حسر البعير يحسر حسورًا إذا كلَّ وأعيا وحسره غيره.
5 - قوله: "صفيحة وجهه" أراد ضوء صفيحة وجهه.
6 - قوله: "مطلّ": من أطل على كذا إذا أوفى عليه، و "المنيح" بفتح الميم وبالحاء المهملة يستعمل في معنيين: أحدهما: أن يكون قدحًا لاحظ به، والآخر: في معنى المستعار، لأنَّ العارية يقال لها المنحة، وكانوا يستعيرون القداح بعضهم من بعض، والبيت يحتمل الوجهين.
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬2) ديوان عروة والسموأل (35)، ط. دار صادر، بيروت، والبيت "لحى الله" بعد عشرة أبيات.
(¬3) هذا البيت سقط في (أ).
(¬4) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

الصفحة 1479