كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 3)

الإعراب:
قوله: "خليلي": منادى حذف منه حرف النداء، وأصله: يا خليلي، وفي التقدير: يا خليلان لي فسقطت النون للإضافة، قوله: "ما أحرى": صيغة التعجب، قوله: "بذي اللب": جار ومجرور يتعلق بأحرى.
قوله: "أن يرى" أصله: بأن يرى، وهو في محل الرفع لأنَّه فاعل أحرى، والضمير الذي فيه مفعول ناب عن الفاعل، "وصبورًا" مفعول ثان، قوله: "ولكن" للاستدراك.
وقوله: "لا سبيل" كلمة لا لنفي الجنس، "وسبيل" اسمه وخبره محذوف تقديره: لا سبيل موجود، وقوله: "إلى الصبر" يتعلق بالمحذوف.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "أن يرى" حيث حذف منه الباء وفصل بينه وبين فعله وهو أحرى بالجار والمجرور وهو قوله: "بذي اللب" (¬1).

الشاهد السابع والستون بعد السبعمائة (¬2)، (¬3)
ما كَانَ أَسعَدَ مَن أَجَابَكَ آخِذًا ... بِهُدَاكَ مُجْتنبًا هَوًى وَعِنَادًا
أقول: قائله هو عبد الله بن رواحة الأنصاري - رضي الله عنه - يخاطب به النَّبيّ - عليه الصَّلاة والسلام (¬4) - وهو من الكامل.
الإعراب:
قوله: "ما كان أسعد": لفظة كان زائدة بين ما وفعل التعجب، والتقدير: ما أسعد، وقوله: "من أجابك" في محل الرفع لأنَّه فاعل فعل التعجب (¬5)، و "من": موصولة، و "أجابك":
¬__________
= (2/ 1097)، وشرح الأشموني (3/ 24) والهمع (2/ 91)، والمعجم المفصل (3/ 446).
(¬1) ينظر الشاهد (764)، وفي كلامه هنا في وجه الاستشهاد قرر أمرين، الفصل والحذف، أما الفصل فهذا لا شيء فيه، وأمَّا الحذف فلا داعي له.
(¬2) ابن الناظم (181).
(¬3) البيت من بحر الكامل، نسب في مراجعه إلى عبد الله بن رواحة، وبحثنا عنه في ديوانه فلم نجده، وانظره في شرح عمدة الحافظ (211، 752)، وشرح الأشموني بحاشية الصبان (3/ 25).
(¬4) في (أ): - صلى الله عليه وسلم - ولم يشر إلى معنى البيت.
(¬5) ليس بصحيح، فالفاعل ضمير ما التعجبية، وأمَّا من أجابك فهو المفعول المتعجب منه الذي كان فاعلًا في الأصل قبل التعجب.

الصفحة 1484