كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

والمعنى: صبحك الله بكلمة [نعم] (¬1) منسوبة إلى الطائر الميمون (¬2).
قلتُ: هذا تكلف، والأَوْلى حمله على الشذوذ (¬3).

الشاهد الثاني والسبعون بعد السبعمائة (¬4)، (¬5)
عَمْرُكَ مَا لَيْلِي بِنَامَ صَاحِبُهْ ... وَلَا مُخَالِطَ اللَّيانِ جَانِبُهْ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الرجز المسدس، فإذا حركت الهاء يكون من مربع الكامل (¬6).
و"الليان" بفتح اللام وتخفيف الياء آخر الحروف؛ مصدر من اللين، يقال: فلان في ليان من العيش، أي: لين الجانب، وكذلك فلان ملينه.
الإعراب:
قوله: "عمرك": قسم ويمين بدليل ما روي في رواية: والله ما ليلى بنام" صاحبه، وهو مبتدأ محذوف الخبر تقديره: عمرك قسمي أو يميني، وكلمة ما نافية بمعنى ليس، وقوله. "ليلى":
كلام إضافي اسمه.
وقوله: "بنام صاحبه": خبره بالتأويل، تقديره: ما ليلي بليل مقول فيه نام صاحبه؛ فلما حذف الخبر أقيم قوله: "نام صاحبه" مقامه، وأدخلت فيه الباء التي كانت في الخبر، قوله: "ولا مخالط الليان" عطف على المنفي قبله، وهو كلام إضافي، قوله: "جانبه" مرفوع لأنه اسم لا التي بمعنى
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬2) قال ابن الناظم: "وأما قوله: "بنعم طير" فهو على الحكاية ونقل الكلمة عن الفعلية إلى جعلها اسمًا للفظ كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنهاكم عن قيل وقال": "والمعنى: صبحك الله بكلمة نعم منسوبة إلى الطائر الميمون". ينظر ابن الناظم (182).
(¬3) ذهب البصريون والكسائي إلى أن نعم وبئس فعلان، وذهب الفراء وأكثر الكوفيين إلى أنهما اسمان واستدلوا على ذلك بدخول حرف الجر عليهما كقول بعض العرب عن ابنته: "واللَّه ما هي بنعم الولد" وكقول الشاعر في بيت الشاهد، وأوله البصريون كما ذكره العيني أو يحمل على الشذوذ. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (3/ 5)، وابن يعيش (7/ 127)، وتوضيح المقاصد (3/ 75).
(¬4) ابن الناظم (182).
(¬5) بيتان من بحر الرجز المشطور، أيضًا، وهما مجهولا القائل في أكثر المراجع، وقد نسبا في شرح أبيات سيبويه (2/ 416) لأبي خالد الفناني، وانظرهما بلا نسبة في أسرار العربية (99)، الإنصاف (112)، والخصائص (2/ 366)، والدرر (1/ 76)، (6/ 416)، وابن يعيش (3/ 62)، واللسان "نوم"، وهمع الهوامع للسيوطي (1/ 6)، (2/ 120).
(¬6) في هامش الخزانة جاء قوله: "قول العيني يكون من مربع الكامل، هذا سهو كما هو ظاهر".

الصفحة 1504