كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الشاهد الخامس والسبعون بعد السبعمائة (¬1) , (¬2)
وَالتَّغْلَبِيُّونَ بِئْسَ الفَحْلُ فَحْلُهُمُ ... فَحْلًا وَأُمُّهُمُ زَلَّاءُ مِنْطِيقُ
أقول: قائله هو جرير بن الخطفي، يهجو الأخطل، وهو من البسيط.
قوله: "زلاء" بفتح الزاي المعجمة وتشديد اللام وبالمد، يقال: امرأة زلاء إذا كانت رسحاء، وهي اللاصقة العجز خفيفة الإلية، قوله: "منطيق" بكسر الميم؛ مبالغة ناطق، ويستوي فيه المذكر والمؤنث وهو البليغ، ولكن المراد به هاهنا المرأة التي تأتزر بحشية تعظم بها عجيزتها، والحشية: كساء غليظ خشن.
الإعراب:
قوله: "والتغلبيون": مبتدأ وهو جمع تغلبي بالغين العجمة وكسر اللام؛ نسبة إلى بني تغلب، قوم من نصارى العرب بقرب الروم، والأخطل منهم، والجملة أعني قوله: "بئس الفحل فحلهم" خبره، وقوله: "فحلهم": مخصوص بالذم مرفوع بالابتداء، و "بئس الفحل" مقدمًا خبر.
قوله: "فحلًا" نصب على التمييز ذكره على سبيل التأكيد، قوله: "وأمهم": كلام إضافي مبتدأ، و "زلاء": خبره، و "منطيق": خبر بعد خبر.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "فحلًا" حيث جمع بينه وهو تمييز وبين الفاعل الظاهر على سبيل التوكيد، وقد ذكرنا أن هذه مسألة فيها خلاف (¬3) , ..................................................
¬__________
= وغيره" التذييل والتكميل (4/ 495).
(¬1) ابن الناظم (183)، وتوضيح المقاصد (3/ 92)، وشرح ابن عقيل (3/ 164).
(¬2) البيت من بحر البسيط، من قصيدة لجرير يهجو فيها الفرزدق، والأخطل، وفيها يقول:
قل للأخيطل إذا جد الجراء بنا ... أقصر فإنك بالتقصير محقوق
انظر القصيدة في الديوان (192)، ط. دار المعارف، وانظر بيت الشاهد في ديوانه (195) دار صعب بيروت، وشرح التصريح (2/ 98)، وشرح الأشموني (3/ 34)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 86)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 14، 15)، والدرر (5/ 208)، اللسان مادة: "نطق".
(¬3) اختلف النحويون في حكم الجمع بين فاعل نعم الظاهر والتمييز على ثلاثة مذاهب: الأول: منع سيبويه والسيرافي الجمع بينهما مطلقًا، واختار هذا الرأي ابن جني وابن يعيش. الثاني: أجاز المبرد والفارسي الجمع بينهما مستدلين بالسماع ومنه ذلك المذكور، والثالث: أجاز ابن عصفور الجمع بينهما بشرط أن يفيد التمييز معنى لا يفيده الفاعل الظاهر، ينظر الكتاب لسيبويه (2/ 177)، والارتشاف (3/ 22)، والخصائص (1/ 396، 397)، وابن يعيش =
الصفحة 1508
2247