كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
وقد ذهب بعضمهم إلى أن فحلًا حال مؤكدة فافهم (¬1).
الشاهد السادس والسبعون بعد السبعمائة (¬2) , (¬3)
وَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ ... مِنْ خَيْرِ أَدْيَانِ البَرِيَّةِ دِينًا
أقول: قائله هو أبو طالب عم النبي - عليه الصلاة والسلام -.
وهو من الكامل، وقد احتجت به طائفة من الشيعة على إسلام أبي طالب، وجمهور أهل السنة على خلافه (¬4).
المعنى ظاهر.
الإعراب:
قوله: "ولقد" الواو للعطف إن تقدمه شيء؛ هكذا قيل [وليس بصواب] (¬5) بل الواو للقسم، واللام للتأكيد، وقد للتحقيق، و "علمت": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "بأن دين محمد" الباء فيه زائدة، وأن مع اسمها وخبرها سد مسد مفعولي علمت.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "دينًا" [فإنه تمييز مؤكد، وقد استشهد به على كون فحلًا في البيت السابق تمييزًا مؤكدًا كما ذكرناه] (¬6) , (¬7).
¬__________
= (7/ 132)، والمقتضب (2/ 150)، والإيضاح بشرح المقتصد (1، 372)، وشرح المقرب (1/ 388، 389)، وشرح التصريح (2/ 96)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 86).
(¬1) هو رأي الكسائي، قال أبو حيان بعد أن ذكر قوله: "نعم رجلًا زيد، والمنصوب عند الكسائي حال". الارتشاف (3/ 20).
(¬2) ابن الناظم (183)، وتوضيح المقاصد (3/ 90).
(¬3) البيت من بحر الكامل، من مقطوعة يمدح فيها أبو طالب الدين الإسلامي، يقول مخاطبًا النبي - صلى الله عليه وسلم -:
ودعوتني وزعمتَ أنك صادق ... ولقد صدقتَ وكنت قبلُ أمينًا
وانظر البيت في ديوان أبي طالب (35) (إيران، قم)، وشواهد التوضيح والتصحيح لابن مالك (109) وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 15)، والخزانة (2/ 76)، وشرح التصريح (2/ 96)، وشرح شواهد المغني (687)،
واللسان: "كفر".
(¬4) ينظر الأعلام (4/ 166).
(¬5) في (ب): والصواب.
(¬6) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب): واستعنت بنسخة الخزانة في تصويبه.
(¬7) ينظر الشاهد رقم (775).
الصفحة 1509
2247