كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الاستشهاد فيه:
في قوله: "لبئس" حيث دخلت عليه لام القسم الدال دخولها على فعلية أفعال المدح والذم (¬1).
الشاهد الثامن والسبعون بعد السبعمائة (¬2) , (¬3)
فَنِعْمَ أَخُو الْهَيْجَا وَنِعْمَ شَهَابُهَا ... ................................
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو شطر بيت من الطويل.
قوله: "أخو الهيجا" أي: صاحب الهيجاء، وهو كناية عن ملازمة الحرب وشدة مباشرتها، والهيجاء ممدود اسم للحرب وقصرت هنا للوزن، قوله: "ونعم شهابها" أي: شهاب الهيجاء، أراد: نار الحرب، وهو أيضًا كناية عن شدة حربه وغاية شجاعته فيها، وعدم توليه كالنار إذا قويت لا تولى عن شيء، وتحرق كل شيء أصابته.
الإعراب:
قوله: "أخو الهيجا": كلام إضافي مرفوع؛ لأنه فاعل نعم، وكذلك الكلام في قوله: "ونعم شهابها".
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ونعم شهابها" حيث أضيف فاعل نعم إلى ضمير ما فيه الألف واللام، وقد استدل به البعض على جواز ذلك، والصحيح أنه لا ينقاس عليه لقلته (¬4).
الشاهد التاسع والسبعون بعد السبعمائة (¬5) , (¬6)
إِنِّي اعْتَمَدْتُكَ يَا يَزِيدُ ... فَنِعْمَ معْتمدُ الوَسَائِلِ
أقول: قائله هو الطرماح، وهو من مربع الكامل وفيه الترفيل.
¬__________
(¬1) تدخل اللام الواقعة في جواب القسم على الفعل الماضي كقولك: واللَّه لكذب، وقد تدخل على قد كقوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} فدخول اللام على نعم وبئس دليل فعليتهما.
(¬2) توضيح المقاصد (3/ 79).
(¬3) شطر بيت من بحر الطويل مجهول القائل، ينظر همع الهوامع (2/ 85)، والأشموني بحاشية الصبان (3/ 28).
(¬4) قال أبو حيان: "وأجاز بعض النحاة أن يكون الفاعل ما أضيف إلى ضمير ذي أل نحو (البيت)، والصحيح المنع، وهذا يحفظ ولا يقاس عليه". ارتشاف الضرب (3/ 20)، وينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (3/ 28).
(¬5) ابن الناظم (184).
(¬6) البيت من مجزوء الكامل، من قصيدة طويلة بلغت أكثر من مائة بيت، للطرماح بن حكيم (معاصر للفرزدق) =