كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الشاهد الثالث والثمانون بعد السبعمائة (¬1) , (¬2)
أَلَا حَبَّذَا عَاذِرِي فِي الهَوَى ... وَلَا حَبَّذَا الجَاهلُ العَاذِلُ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من المتقارب وفيه الحذف.
قوله: "عاذوي": من عذره فيما صنع، وضده: عذله إذا لامه فيما صنع.
الإعراب:
قوله: "ألا": للتنبيه، و "حبذا": كلمة المدح؛ جملة من الفعل والفاعل أعني: ذا، وقوله: "عاذري": كلام إضافي مخصوص بالمدح مرفوع على الابتداء، و "في الهوى"، يتعلق به، قوله: "ولا حبذا": بمنزلة بئس، و "الجاهل": مخصوص بالذم، و "العاذل": صفته.
الاستشهاد فيه:
أن حبذا التي للمدح تكون للذم إذا دخلت فيه لا كما ذكرناه (¬3).
الشاهد الرابع والثمانون بعد السبعمائة (¬4) , (¬5)
فَنِعْمَ صَاحِبُ قَوْمٍ لَا سِلَاحَ لَهُمْ ... ................................
أقول: قائله هو كثير بن عبد الله المعروف بابن الغريرة، قال أبو الفرج: الغريرة هي أم عبد اللَّه وكانت سبية من تغلب، وهو جاهلي إسلامي، قال أبو عبيد: أدرك معاوية - رضي الله عنه - (¬6)؛ كذا نسب هذا البيت أبو محمد بن السيرافي في شرحه لأبيات الإيضاح (¬7)، ونسبه صاحب الموعب في اللغة (¬8)
¬__________
(¬1) أوضح المسالك (3/ 283)، وموضع البيت كله بياض في: (أ).
(¬2) البيت من بحر المتقارب، وهو لقائل مجهول، وانظره في شرح عمدة الحافظ (802)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 26)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 89)، وشرح التصريح (2/ 99)، والدرر (5/ 227).
(¬3) ينظر الشاهد رقم (780).
(¬4) توضيح المقاصد (3/ 80)، وموضع البيت بياض في: (أ).
(¬5) شطر بيت من بحر البسيط، ذكر الشارح عجزه، مع بيت آخر، وهما في رثاء عثمان بن عفان ووصف اعتداء الثوار عليه، وقد اختلف في قائلهما فقيل لحسان، وقيل لأوس بن مغراء، والصحيح أنهما لابن الغريرة كثير بن عبد اللَّه، وانظر الشاهد في المقرب (1/ 66)، والأشموني (3/ 18)، وشرح المقدمة الجزولية للشلوبين (904)، وابن يعيش (7/ 131)، والدرر (5/ 213)، والخزانة (9/ 415، 417).
(¬6) الجملة الدعائية سقط في: (ب).
(¬7) ينظر هامش ابن يعيش (7/ 131).
(¬8) هو البياني تمام بن غالب بن عمر لغوي (ت 436 هـ) ينظر الأعلام (2/ 86).