كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الميم، فإذا كان عادة لها فهي مخراط بكسر الميم، قوله: "فئر" بفتح الفاء وكسر الهمزة، أي: سقطت فيه فأرة.
الإعراب:
قوله: "بئس": فعل الذم، وقوله: "قوم الله": كلام إضافي فاعله، قوله: "قوم": مخصوص بالذم مرفوع بالابتداء [والجملة] (¬1) مقدمًا خبره، قوله: "طرقوا" على صيغة المجهول في محل الرفع على أنها صفة لقوم.
قوله: "فقروا": جملة من الفعل والفاعل، و "جارهم": مفعول، قوله: "لحمًا": مفعول ثان؛ لأن قروا معناه أطعموا، قوله: "وحر": صفة اللحم، وأصله: وحرًا، فأسكنت الراء لضرورة الوزن.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "بئس قوم الله" حيث أسند بئس إلى قوم أضيف إلى لفظة اللَّه، ومثل ذلك لا يجوز؛ لأن الشرط أن يكون فاعل بئس ونعم إذا كان ظاهرًا: أن يكون معرفًا بأل نحو: [قوله تعالى] (¬2)، (¬3): {فَنِعْمَ الْمَوْلَى} [الحج: 78]، أو مضافًا إلى المعرف بالألف واللام نحو:
فَنِعْمَ ابْنُ أُختِ القَوْمِ ... ................. إلى آخره
وهاهنا ليس كذلك؛ لأن القوم ليس معرفًا بالألف واللام ولا مضافًا إلى ما عرف بهما؛ كما لا يجوز أن يقال: نعم عبد الله هذا؛ لأن عبد الله ليس معرفًا بالألف واللام ولا مضافًا إلى ما عرف بهما (¬4) خلافًا للجرمي، وإنما ذلك للضرورة (¬5)، والذي سهل ذلك كون قوم يقع على ما يقع عليه القوم معرفًا بالألف واللام، وهو مع ذلك مضاف في اللفظ إلى ما فيه الألف واللام، وإن لم [يكن] (¬6) تعريفه بهما (¬7).
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬2) ما بين المعقوفين زيادة للإيضاح.
(¬3) وتمامها: {وَنِعْمَ النَّصِيرُ}.
(¬4) راجع الكتاب (2/ 176) وما بعدها، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 8، 9)، وينظر التذييل والتكميل (4/ 495).
(¬5) أجاز الجرمي إسناد "نعم وبئس" إلى العلم، وأوله النحويون ولم يوافقه أحد، قال ابن عقيل: "وظاهرها جواز كون فاعل هذا الباب مضافًا إلى علم أو علما، واختار الجرمي القياس على الأول فيقول: نعم عبد الله زيد، والصحيح قول عامة النحويين: المنع". المساعد لابن عقيل (2/ 132، 133)، وانظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (3/ 29).
(¬6) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬7) ينظر التعليق على الشاهد (773).

الصفحة 1519