كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

النعت ما ينوي في المنعوت، وعلى هذا حمل قوله:
نِعْمَ الفَتَى المُرِّيُّ .......... ... .................................
وحمل ابن السراج وأبو علي مثل هذا على البدل ومنعا أن يكون نعتًا، ولا حجة لهما في ذلك" (¬1).

الشاهد السابع والثمانون بعد السبعمائة (¬2)، (¬3)
أَلَا حَبَّذَا لَوْلَا الحَيَاءُ وَرُبَّمَا ... مَنَحْتُ الهَوَى مَا لَيْسَ بِالْمُتَقَارِبِ
أقول: قائله هو مرار بن هماس الطائي، ويقال: مرداس بن هماس (¬4)، وقبله:
1 - هَويْتُكِ حَتَّى كَادَ يَقْتُلُنِي الهَوَى ... وَزُرْتُكِ حَتَّى لَامَنِي كلُّ صَاحِبِ
2 - وَحَتَّى رَأَى مِنِّي أَعَادِيكِ رِقَّةً ... عَلَيْكِ وَلَوْلَا أَنْتِ مَا لانَ جَانِبِي
3 - ألا حَبَّذا .................. ... .................... إلى آخره
4 - بِأَهْلِي ظِبَاء مِنْ رَبيعَةَ عَامِرٍ ... عِذَابُ الثَّنَايَا مُشْرِفَاتُ الحَقَائِبِ
وهي من الطويل.
3 - قوله: "ألا حبذا" يريد: ألا حبذا حالي معك، يشير إلى هواه إياها وزيارته لها وما ترتب على ذلك في قوله قبل البيت:
هويتك .................. ... ...................... إلى آخره
قوله: "منحت الهوى" أي: أعطيت الهوى ما ليس بقريب.
الإعراب:
قوله: "ألا": للتنبيه، و"حبذا": كلمة المدح، وهي جملة من الفعل والفاعل؛ لأن حب فعل، و"ذا" فاعله، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره: ألا حبذا حالي معك كما قلنا، وقال أبو العلاء: التقدير: ألا حبذا ذِكْر هذه النساء لولا أني أستحيي أن أذكرهن.
¬__________
(¬1) هذا نص ابن مالك في شرح التسهيل (3/ 10)، وشرح الأشموني (3/ 31).
(¬2) ابن الناظم (185)، وموضع البيت بياض في (أ).
(¬3) البيت من بحر الطويل، من مقطوعة نسبها الشارح لمرار بن هماس الطائي، وكذا لمرداس بن هماس، وانظر الشاهد في شرح التسهيل لابن مالك (3/ 28)، والمغني (558)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 89)، والدرر (5/ 223)، وشرح شواهد المغني (898)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (111).
(¬4) انظر المقطوعة (أربعة أبيات) في شرح الحماسة للمرزوقي (3/ 1408)، وشرح شواهد المغني (898).

الصفحة 1522