كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

قوله: "لولا" هي لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، ويروى: لوما الحياء، فالحياء مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف تقديره: لولا الحياء يمنعني، قوله: "وربما": رب دخلت عليها ما الكافة (¬1).
و"منحت": جملة من الفعل والفاعل، و"الهوى": مفعوله الأول، وقوله: "ما ليس بالمتقارب": مفعول ثان، والمعنى: ربما منحت هواي ما لا يطمع في دنوه، ويروى: من ليس بالمتقارب؛ أي: ربما أحببت من لا ينصفني ولا مطمع فيه، وعلى كلا التقديرين كلمة من وما موصولة و"ليس بالمتقارب": جملة صلتها، واسم ليس مستتر فيه يعود إلى ما، و"بالمتقارب": خبره، والباء فيه زائدة.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ألا حبذا" حيث حذف [فيه] (¬2) المخصوص بالمدح؛ كما ذكرناه (¬3).

الشاهد الثامن والثمانون بعد السبعمائة (¬4)، (¬5)
فَقُلْتُ اقْتُلُوهَا عَنْكُمْ بِمِزَاجِهَا ... وَحُبَّ بِهَا مَقْتُولَةً حِينَ تُقْتَلُ
أقول: قائله هو الأخطل غوث بن غياث، وهو من قصيدة من الطويل، وأولها قوله (¬6):
1 - أَنَاخُوا فَجَرُّوا شَاصِيَّاتٍ كَأَنَّهَا ... رِجَالٌ منَ السُّودَانِ لَمْ يَتَسربلُوا
2 - وَجاؤوا ببَيْسَانِيَّةٍ هي بعدَ مَا ... يَعُلُّ بِهَا السَّاقِي ألَذُّ وَأَسْهَلُ
3 - تَمُرُّ بِهَا الأَيْدِي سَنِيحًا وَبَارحًا ... وتُوضَعُ باللَّهُمَّ حَيّ وتُحْمَلُ
4 - فقلتُ اصْبِحُونِي لا أَبًا لأَبِيكُمو ... ومَا وَضَعُوا الأثْقَال إِلَّا لِيَفْعَلُوا
5 - فَصَبُّوا عُقَارًا فيِ إِنَاءٍ كَأَنَّهَا ... إِذَا لمحوهَا جُذْوَةٌ تتآكَلُ
6 - تَدبُّ دَبِيبًا فيِ العِظَامِ كَأَنَّهُ ... دَبِيبُ نِمَالِ فيِ نَقَا يَتَهَيَّلُ
¬__________
(¬1) قال ابن هشام: "وإذا زيدت ما بعدها فالغالب أن تكفها عن العمل وأن تهيئها للدخول على الجمل الفعلية". المغني (137).
(¬2) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬3) يحذف المخصوص بالمدح في باب حبذا للعلم به قياسًا على حذفه في باب نعم والتقدير: ألا حبذا حالي معك أو التقدير: ألا حبذا ذكر هذه النساء لولا أن أستحيي أن أذكرهن، وهذا كما قدره العيني.
(¬4) ابن الناظم (186)، وشرح ابن عقيل (3/ 172)، وموضع البيت بياض في (أ).
(¬5) البيت من بحر الطويل، وهو للأخطل، من قصيدة طويلة بدأها بوصف الخمر؛ كما تبدأ القصائد العربية بوصف النساء، وبيت الشاهد في أسرار العربية (108)، وشرح شافية ابن الحاجب (1/ 43، 77)، وابن يعيش (7/ 129، 141)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 89)، والخزانة (9/ 427)، والدرر (5/ 229)، واللسان: "قتل، كفى".
(¬6) الديوان (224) بشرح مهدي ناصر، و (152) شرح راجي الأسمر، ط. دار الكتاب العربي.

الصفحة 1523