كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الشاهد التاسع والثمانون بعد السبعمائة (¬1)، (¬2)
بِاسْمِ الإلَهِ وبِهِ بَدِينَا ... ولَوْ عَبَدْنَا غَيْرَهُ شَقِينَا
فَحَبَّذَا رَبًّا وحَبَّ دِينَا
أقول: قائله هو عبد الله بن رواحة الأنصاري الصحابي [- رضي الله عنه -] (¬3).
قوله: "بدينا" بكسر الدال، بمعنى بدأنا، وهي لغة أهل المدينة.
الإعراب:
قوله: "باسم الإله" الباء تتعلق بمحذوف [أي: أبتدئ] (¬4) باسم الله، ومحلها النصب على المفعولية، قوله: "وبه" الباء فيه تتعلق بقوله: "بدينا"، وهذه الجملة تأكيد للجملة الأولى.
قوله: "ولو" للشرط، و"عبدنا": جملة من الفعل والفاعل، و"كيره": كلام إضافي مفعوله، والجملة فعل الشرط، قوله: "شقينا": جواب الشرط، قوله: "فحبذا": كلمة المدح، وإعرابه ظاهر، و"ربًّا": نصب على التمييز.
قوله: "وحب" بفتح الحاء للمدح مثل حبذا، وحذف فاعله، تقديره: حب عبادته، وإنما ذكر ضمير العبادة لتأولها بالدين، وقوله: "دينًا": نصب على التمييز؛ لأنه يفسر المحذوف.
والاستشهاد فيه:
في قوله: "حب" حيث جاء للمدح مفتوح الحاء مع غير ذا، وكان الأصل ضم حائه، وقد فتح هاهنا كما ذكرنا في البيت السابق (¬5).
¬__________
(¬1) ابن الناظم (186).
(¬2) الأبيات من بحر الرجز المشطور، وهي منسوبة في مراجعها إلى عبد الله بن رواحة، وانظرها في شرح عمدة الحافظ (802)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 24)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 88، 89)، والارتشاف (3/ 31)، والدرر (5/ 221)، واللسان: "بدا".
(¬3) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬4) ما بين المعقوفين زيادة للإيضاح.
(¬5) ينظر الشاهد رقم (782، 788).

الصفحة 1525